مع دخول فصل الشتاء تتجدد معاناة ساكنة مناطق إملشيل (إقليم ميدلت) مع البرد القارس، الذي يدفع الأسر إلى اقتناء حطب التدفئة، الذي تتضاعف أسعاره في هذه الفترة من السنة، مع ما يطرحه ذلك من مشاكل مادية بالنسبة إلى الأسر المعوزة، حسب تصريحات متطابقة لشباب المنطقة.
وتعاني مناطق إملشيل خلال هذه الفترة مشاكل متكررة مع البرد القارس، لاسيما التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المؤسسات التعليمية، التي تفتقر بعض حجراتها إلى التدفئة، باستثناء وسائل تقليدية بسيطة أو وسائل حديثة.
وفي هذا الصدد يقول عدي نايت براهيم، أحد ساكنة آيت عبدي (دائرة إملشيل)، إن مجموعة من المشاكل ترخي بظلالها على مستوى عيش الأسر بهذه المناطق الجبلية الوعرة، خصوصا عند تساقط الأمطار والثلوج التي تعمق معاناة هذه الفئات الاجتماعية، ملتمسا تدخل الدولة لتوفير الحاجيات الضرورية للساكنة في هذه الظروف المناخية الصعبة.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الأسر تضطر إلى جلب حطب التدفئة من المناطق المجاورة بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف التدفئة العصرية، مما يتسبب في أضرار بيئية تمس الثروة الغابوية التي يتم استنزافها سنة بعد سنة في ظل غياب حلول عملياتية لهذه المعضلة، وفق تعبيره.
من جهتها، قالت امرأة تدعى عائشة إن فصل الشتاء بالنسبة لسكان دائرة إملشيل الجبلية أصبح نقمة بسبب ما يعانونه من برد قارس وغياب أبسط ضروريات العيش الكريم، مضيفة أنه زيادة على البرد وغياب وسائل التدفئة والنقص في الحطب، هناك مشكل آخر أكبر يتعلق بغياب مسالك طرقية صالحة للاستعمال من أجل إغاثة المتضررين في حالة تسجيل أي طارئ.
وأبرزت عائشة، في تصريح لهسبريس، أن منطقة إملشيل تعتبر من أكثر المناطق تهميشا وفقرا وتحتاج إلى التفاتة ملكية لتحريك المياه الراكدة، مضيفة أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس قبل سنوات أعطت الكثير لهذه المناطق، لكنها لا تزال في حاجة إلى الكثير، وأمل السكان مرهون بزيارة ملكية أخرى، تقول المتحدثة.
وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بعدد من المنتخبين ومسؤولي الإدارة الترابية دون أن تتوصل بأي إجابة، فيما اعتذر بعضهم لكونه غير مرخص له بالإدلاء بأي تصريح في الموضوع.
مقابل ذلك كشف مصدر مسؤول بالمنطقة أن شساعة دائرة إملشيل تجعل المشاريع التي يتم إنجازها لا تظهر للعموم بالشكل المطلوب، مضيفا أن المنطقة تم تنزيل مجموعة من المشاريع بها تتعلق بالبنية التحتية الطرقية، قبل أن يستدرك قائلا إن مشكل حطب التدفئة تعانيه جل المناطق الجبلية بالمغرب.
وأكد المسؤول ذاته أن ارتفاع ثمن الحطب يعود بالأساس إلى مشكل النقص الحاصل في هذا السوق، لافتا إلى أن السلطات المختصة تقوم بشكل دوري بحملات واسعة من أجل ضبط الأسعار، سواء المتعلقة بالمواد الغذائية الموجهة إلى المناطق الجبلية أو بحطب التدفئة.
المصدر: وكالات