رغم أنها الأكثر شهرة، فإن منظومة “القبة الحديدية” هي واحدة من ثلاث منظومات مضادة للصواريخ تستخدمها إسرائيل لحماية نفسها، ولجأت إليها مساء الثلاثاء للتصدي لهجوم إيران الصاروخي.
قالت إسرائيل إن إيران أطلقت نحو 180 صاروخًا، في حين قدرت طهران عددها بـ 200. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض عدد كبير منها.
والواقع أن منظومة القبة الحديدية تشكل المستوى الأول من الحماية، وتهدف إلى احتواء الهجمات بواسطة قذائف أو صواريخ قصيرة المدى.
أما المنظومتان الأخريان، “مقلاع داوود” و”آرو (السهم)”، فصنعتا خصيصًا لاعتراض الصواريخ الباليستية.
تستند هذه المنظومات إلى تكنولوجيا إسرائيلية وأميركية، وتحظى بدعم مالي أميركي يقدر بمليارات الدولارات.
في ما يأتي مزايا كل منها بحسب قدرتها الاعتراضية المتنامية:
القبة الحديدية
منذ بدء وضعها في الخدمة عام 2011، اعترضت هذه المنظومة آلاف الصواريخ التي أطلقها حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية، مع نسبة نجاح ناهزت تسعين في المئة، بحسب المدافعين عنها.
الغاية من المنظومة إسقاط قذائف أو صواريخ يصل مداها إلى سبعين كيلومترًا، وتمت الاستعانة بها خلال الهجومين الإيرانيين في 13 أبريل والأول من أكتوبر.
مستخلصًا العبر من حرب لبنان عام 2006، نشر الجيش الإسرائيلي بطارية أولى فيمارس 2011 في منطقة بئر السبع، على بعد 40 كيلومترًا من غزة، أتبعها بتسع بطاريات أخرى متحركة في مختلف أنحاء إسرائيل، بحسب تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي في مارس 2023.
تتألف البطارية من ثلاث قاذفات، وتضم كل منها ما يصل إلى عشرين صاروخًا اعتراضيًا. ولا يتم إطلاق هذه الصواريخ إلا حين يتوصل نظام الرصد والكمبيوتر الذي يشغل البطارية إلى أن الصاروخ الذي أطلقه العدو قادر على إصابة منطقة تضم مبانٍ أو تعدّ استراتيجية.
تصميم هذه المنظومة وصنعها يعودان أصلاً إلى الإسرائيليين، قبل اتفاق تعاون مشترك وُقّع مع الولايات المتحدة في آذار/مارس 2014، وأدى في 2020 إلى ولادة مؤسسة مشتركة بين شركة رافاييل الإسرائيلية التي تقف وراء المشروع، ومجموعة “آر تي إكس” الأميركية.
وحصلت الولايات المتحدة في 2019 على بطاريات عدة من القبة الحديدية.
مقلاع داوود
تعود جذور هذه التسمية إلى الرواية التوراتية عن الفتى داوود الذي قاتل غولياث المحارب العملاق مستعينًا بمقلاعه فقط. وتتصدى هذه المنظومة لقذائف بعيدة المدى وصواريخ كروز يراوح مداها بين 40 و300 كيلومتر.
تستطيع كل قاذفة فيها أن تحمل 12 صاروخًا. وتقول شركة رافاييل التي طورت المنظومة مع “آر تي إكس” إن هذه الصواريخ قادرة على تدمير صاروخ العدو بقوة تأثيرها فقط.
تكفي بطاريتان من مقلاع داوود لتغطية الأراضي الإسرائيلية بالكامل.
بدأ تشغيل المنظومة في أبريل 2017. وهي ثمرة تعاون إسرائيلي-أميركي بين شركتي رافاييل و”آر تي إكس”.
وأعلنت فنلندا فينوفمبر أنها ابتاعت منظومة منها مقابل 317 مليون يورو.
“آرو” (السهم)
بالاستناد إلى تكنولوجيا تعود إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وانبثقت من “مبادرة الدفاع الأميركية الاستراتيجية” التي أرادها الرئيس الأسبق رونالد ريغن، تم تطوير منظومتي “آرو 2″ و”آرو 3” بالتعاون بين شركتي بوينغ الأميركية والصناعات الجوفضائية الإسرائيلية Israel Aerospace Industries.
اختبرت إسرائيل بنجاح منظومة “آرو 2” لاعتراض الصواريخ الباليستية في غشت 2020، إذ يستطيع اعتراض صاروخ على مسافة 500 كيلومتر. وتزداد هذه المسافة إلى 2400 كيلومتر مع “آرو 3”. الهدف منهما التصدي لصواريخ باليستية تحلق خارج الغلاف الجوي، أي على ارتفاع يتجاوز مئة كيلومتر. واختبرت إسرائيل هذا الأمر بنجاح في يناير 2022.
وأعلنت شركة الصناعات الجوفضائية الإسرائيلية أن صواريخ تعود إلى منظومتي “آرو 2″ و”آرو 3” أطلقت مساء الثلاثاء “بنجاح”.
وفي سبتمبر 2023، أعلنت ألمانيا شراء منظومة “آرو 3″، وقدرت قيمة العقد بـ 3.5 مليارات دولار، في إطار مشروع “الدرع الجوية الأوروبية”.
المصدر: وكالات