شَيَّعَ أمس الأحد بتمارة مئات المُواطنين الفقيه المَغْربي “العَوني الزاوية”، الذي تُوفي السبت المُنصرم. وكانت صلاة جنازة على الراحل بعد صلاة الظهر بمسجد إبراهيم الخليل بحي المسيرة 2 القريب من مقر سكنه قبل التوجه بجثمانه نحو مقبرة ظهر الزعتر لمواراته الثرى.
عانى “الزاوية” قبل وفاته عن سن تناهز 73 سنة صحيا بفترة قصيرة بسبب جلطة دماغية رقد إثرها بمستشفى الشيخ زايد بالرباط.
وكان “الراحل من الوجوه الإعلامية البارزة بقناة محمد السادس للقرآن الكريم، حيث كان يقدم دروسه في تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة ولغة عربية فصيحة ودارجة، يعززها بأمثال شعبية مغربية وأشعار وقواعد نحوية تتخللها “قفشات”.
وأبدى حرصه على تبسيط الفقه لعموم الناس خاصة عندما كان يشرح متن الفقيه المالكي ابن عاشر، المُسمى”المرشد المعين على الضروري من الدين”.
وكان الراحل “مكتبة متنقلة تضم علوما ومعارف شتى”، وفق ما وصفه به معارفه، واكتسب رصيدا فقهيا مهما بفضل عصاميته وذاكرته القوية، حيث تلقى العلم عن أخواله خريجي جامعة القرويين بفاس بعد صلوات المغرب.
كان يرعى الغنم بحقول دكالة نهارا ويتعلم في المساء، ومما زاد من تبحره في العلوم الشرعية والشعر العربي والنحو والفقه وأصول الفقه اشتغاله بالنساخة، حيث نسخ مجموعة كبيرة من الكتب في زمن كانت فيه أدوات الطباعة العصرية نادرة ومكلفة ماديا.
ولم يكن الراحل معروفا سوى لدى عدد قَليل من طلبة دكالة مسقط رأسه وتمارة المدينة التي قدم إليها من دكالة وعاش فيها منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وكان الزاوية عضوا بالمجلس العلمي للصخيرات تمارة ومن أبرز المدرسين بدار القرآن الحاج البشير بكيش الأوداية التي كان يعلم فيها الطلبة علوم التفسير.
ومع إطلاق قناة محمد السادس قبل سنوات، استقطب الراحل بسرعة الأنظار من خلال دروسه في التفسير أو من خلال برنامج “ويسألونك” الذي تبثه إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم.
وكانت له طريقة بسيطة وعميقة في الوعظ والإرشاد بتعبير الكاتب الفرنسي “Honoré de Balzac”. ومن أقواله رحمه الله “إذا كانت كل الاختبارات تحتاج إلى تحضير جيد استعدادا للجواب عن الأسئلة، فإن التحضير للأجوبة عن أسئلة من ربك؟ وما دينك؟ وما كنت تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ بعد الوفاة ينبغي أن تسبقه مراجعة دائمة ومستمرة ليجتاز الإنسان في حالة النجاح إلى دار الرحمة والرضوان، أو يرسب فتكون الخيبة والخسران”.
المصدر: وكالات