أصبحت “العملات الرقمية المستقرة” تأخذ مكاناً لها في العالم مع إقدام شركة “باي بال” للخدمات المالية على إطلاق عملة رقمية معتمدة على الدولار، في محاولة لتجاوز عامل التذبذب الذي طبع العملات المشفرة وجعل كثيرين ينفرون منها خوفاً من خسارة استثماراتهم.
تدخل العملات الرقمية المستقرة ضمن العملات الرقمية المشفرة، التي تم تصميمها للحفاظ على استقرار قيمتها مقابل عُملة قانونية أو مؤشر معين أو أصول مستقرة مثل المعادن، وتمثل هذه العملات آلية لتجاوز التقلبات الشديدة التي تعاني منها العملات الرقمية التقليدية مثل “بيتكوين” وما تشهده من تذبذبات.
خطوة “باي بال” لم تكن سابقة، فهناك عملات رقمية مصممة لتحتفظ بقيمة ثابتة عكس الأسعار التي نراها في عملات مشفرة مثل “بتكوين”، لكنها خطوة لها ثقلها؛ لأن الأمر يتعلق بشركة رائدة في سوق المعاملات المالية عبر العالم وقد تلقى خدمتها الجديدة الإقبال الكبير.
تتيح خطوة الشركة لملايين الزبائن الاستفادة مما توفره “العملات المستقرة” من مزايا واسعة تختلف بشكل كبير عن العملات المشفرة التقليدية، لا سيما مع ارتباط عملة “باي بال” الجديدة بالدولار واعتمادها على إيداعات دولارية وسندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل.
حول هذا الموضوع، قال بدر بلاج، خبير مغربي في العملات الرقمية وبلوكتشين، إن اتجاه شركة “باي بال” للعملات المستقرة مرده إلى الإمكانيات الربحية التي يوفرها هذا المجال مقارنة بالعملات الرقمية الأخرى؛ لأن عدد المشاريع في هذا المجال قليل، والطلب مرتفع عليها في مجال المضاربة في العملات المشفرة.
وذكر بلاج، في حديث لهسبريس، أن “العملات المستقرة الموجودة حالياً تواجه تضييقاً في أميركا؛ لأن غالبيتها أجنبية”، وأشار إلى أن خطوة “باي بال” تمثل محاولة للهيمنة على السوق؛ لأنها لاعب مهم في الخدمات المالية وتحاول استغلال قوة ارتباطها بالمنصات التقليدية لتوفر عملة رقمية مستقرة.
الاختلاف الجوهري الذي سيطبع العملة المستقرة الرقمية لـ”باي بال”، يكمن في أنها ستستخدم في الأداء كدولار رقمي، في حين إن العملات الرقمية المستقرة الأخرى تستعمل بالأساس في المضاربة على العملات المشفرة.
وتأتي خطوة “باي بال”، حسب الخبير المغربي، بعد تسجيل تراجع كبير في قيمة أسهمها، وهو ما اضطر مسؤوليها للتفكير في تقديم منتج جديد لكسب ثقة المستثمرين، وبالتالي الاستمرار في أداء دور اللاعب الرئيسي في سوق الخدمات المالية عبر العالم.
ويرى بلاج أن هذا التطور الذي يطبع سوق العملات الرقمية بصفة عامة، سواء المشفرة أو المستقرة، يجب أن يكون حافزاً للمغرب في سياق إعداده لمشروع قانون للعملات المشفرة، ودعا في هذا الصدد إلى استحضار ما يوفر هذا المجال من فرص كبيرة يجب استغلالها.
المصدر: وكالات