خطفت الممثلة المغربية سناء العلوي أنظار الجمهور المغربي من خلال دورها في المسلسل الدرامي الاجتماعي الجديد “أحلام بنات”، الذي انطلق عرض موسمه الأول قبل أسابيع، واستطاع تحقيق نسب مشاهدة عالية جدا رغم المشاكل التي رافقته.
وفي حوار خصت به جريدة هسبريس تتحدث سناء العلوي عن دورها في “أحلام بنات”، وتعلق على خلافات أبطاله والطاقم التقني للعمل مع الشركة المنتجة، إضافة إلى مشاريعها الجديدة ومواضيع أخرى.
حدثينا عن مشاركتك في المسلسل الدرامي “أحلام بنات” والنجاح الذي حققه دورك فيه.
هذه أحسن تجربة قدمتها في حياتي، لأن دور “عيشة” مركب وصعب كثيرا تطلب مني مشاعر عديدة وأن أظهر فيه خليطا غير متجانس من الأحاسيس؛ فهذه الشخصية تعيش صدمة نفسية بعد وفاة نجلها الصغير بسببها، لكن بشكل غير مقصود، وكي لا تواجه هذه الحقيقة الصعبة تتخيل أن نجلها مازال معها على قيد الحياة، فيضطر زوجها لنقلها إلى مركز متخصص في الأمراض النفسية، وتمر من مراحل كبرى، وستتجاوز أزمتها وتكتشف العديد من الأشياء التي لن أتحدث عنها لكي يظل عنصر التشويق.
لقد كان لدي عمل رائع وممتع مع الفنان عبد السلام البوحسيني والممثلة ساندية تاج الدين. وبالنسبة لي فإن هذا العمل ودوري فيه من أحسن ما قدمته في مساري، ووجدت نفسي فيه لأنني أظهرت الكثير من المشاعر وعبرت كثيرا.
هل تتشابه الشخصية التي قدمتها في المسلسل مع شخصيتك الحقيقية؟.
نهائيا. لا أتشابه مع شخصية “عيشة” لأنني أتمتع بشخصية قوية جدا، وأنا لطيفة جدا، أتقاسم مع الدور الطيبوبة والصفاء، لكن من يحاول أن يتجاوزني سيجدني أمامه رغم أن لدي حسا طفوليا في الداخل أظهره في العمل ومع أصدقائي أكثر.
ما تعليقك على الخلافات والمشاكل التي رافقت تصوير “أحلام بنات” ومازالت مستمرة رغم انطلاق عرضه؟.
الحقيقة غائبة لأن الكل يحتفظ بحقيقة ما جرى لنفسه. وأنا كممثلة مرتبطة بعقد مع شركة الإنتاج، ومهما كانت المشاكل لن أدخل فيها، مع احترامي لزملائي… فليقم كل بما يريده.
ومثلما أحترم اختيارات الناس أرغب في أن يحترم الناس اختياراتي، لذلك يمكن أن أقول فقط إنني استمتعت بتقديم هذا المشروع ولعب دوري فيه، والصراعات والمشاكل لا يخلو منها أي بلاطو تصوير؛ لكن هذه المرة كانت هناك ضجة و”بوز” أثير حول ذلك، لكنني لست من النوع الذي سيتحدث عن الخلافات، مع احترامي للجميع، من ممثلين وطاقم تقني وشركة إنتاج.
هل الاستقرار في المغرب والانشغال بالتصوير أخذك عن المشاركة في الأعمال الأجنبية؟.
أنا استقررت في المغرب منذ خمس سنوات، والأعمال المغربية أخذتني عن الأعمال الأجنبية، فاشتغلت في مسلسلات “السر المدفون” و”نصف قمر”، و”شحال تسنيتك”، ثم جاءت الجائحة فلم أتمكن من الذهاب للخارج رغم توفري على ثلاثة مشاريع.
وأنا صراحة سعيدة بالعودة إلى بلدي، فقد كان رجوعا للأصل، وكنت أحتاج لذلك. ومن ساعد في فكرة عودتي إلى هذه الأرض هم “أسود الأطلس” الذين أعطونا إحساس الانتماء.
بعد مرور سنة على مونديال قطر.. ما هي الذكريات التي تحتفظين بها خلال تلك الفترة؟.
مازال الإحساس نفسه يمتلكني ولن يغادرني أبدًا، ومن هذا المنبر أحيي “الأسود” وأسلم عليهم كلهم بدون استثناء، فالقيم التي وصلتنا منهم خارقة للعادة، وقد أعادونا لأصولنا ولأمتنا المسلمة و”تامغربيت” الحقيقية… هؤلاء اشتغلوا كثيرا على أنفسهم وقاموا بتطوير شخصيتهم وظلوا يعيشون في روحانية.
وعبارة “ديرو النية” لوليد الركراكي رائعة، وتحدث عنها الكثير من الخبراء في الكتب، ودخلت قلوب الناس في المغرب وفهموها جيدا. وكل اللاعبين كانوا يعيشون في أجواء مليئة بالحب؛ لذلك لا يجب أن يحطم أي شخص الآخر، بل إن الحفاظ على التضامن هو ما يغني الإنسان.
هل تؤمنين بـ”النية” في حياتك وتستعينين بها في اختياراتك المهنية؟.
أنا أول ما أقوم به بعد استيقاظي في الصباح هو ذكر الله، وقبل النوم أذكر الله، لذلك فهي حاضرة معي دائما، و”نيتي” في الله سبحانه وتعالى، الذي يرزق كل شخص على قدر قلبه ونيته الحقيقية.
بين الأعمال الدرامية والكوميدية أين تجدين مساحتك الخاصة من الإبداع وأين تميلين أكثر؟
أنا لم أقدم الأعمال الكوميدية أبدا، وحتى في المغرب، لأننا على المستوى الوطني نتوفر فقط على السيتكومات، وهذا النوع منذ خلقه وقبل إدخاله للبلاد لم يكن يعجبني.
أنا أحب الكوميديا الرومانسية ومع الإثارة وليس الدراما، رغم أنني ألعب فيها، لأنها تعمل جيدا في المغرب والدول العربية، لكن لا أفضلها رغم استمتاعي بها. وقريبا لدي مشروع جديد سأصوره فطرحت تساؤلات حول الشخصية المقترحة علي فيه، وهل ستكون لدي مشاهد بكاء لأنني مللت من الحزن والبكاء، وأكره هذا الأمر.
ما رأيك في الحضور القوي للسينما المغربية على المستوى الدولي خلال السنوات الأخيرة؟ وماذا يمثل لك هذا الأمر كممثلة؟.
أكون سعيدة وفخورة جدا، فبالنسبة لي نحن كفنانين مغاربة أسرة واحدة، وعندما نلتقي في المهرجانات أو التظاهرات يكون الأمر شبيها بالاحتفال وعرسا بيننا، فنتشارك أشياء مهمة تخص الفن والسينما، وعندما يتوج مخرجون مغاربة على المستوى الدولي فإنهم يكونون بذلك سفراء لنا، ويمثلون المغرب، وهذا يمثل افتخار كبيرا لنا، على غرار تأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم، فالمغاربة كلهم احتفلوا داخل وخارج الوطن.
ما رسالتك إلى المخرجة أسماء المدير التي تمثل المغرب في جوائز الأوسكار؟.
لم أشاهد بعد شريط أسماء المدير رغم أنني أرغب في ذلك كثيرا، لكن أقول لها من هذا المنبر، ورغم أنني لا أعرفها بشكل شخصي، إنني أتمنى لقاءها وأتمنى لها النجاح، لأنني سمعت الكثير حول فيلمها وتلقائيتها وإبداعها وقلبها الجميل؛ لذلك أرجو أن تحقق ما ترجوه بكل حب ونور.
ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟.
أنا في مرحلة الكتابة، لأنني أشتغل كسيناريت كذلك، ولدي ثلاثة أعمال كوميدية رومانسية، ومسلسل درامي مغربي، وفيلم آخر مازالت مترددة في تحديد مدته بين القصير والطويل والمتوسط. كما لدي موعد تصوير مسلسل جديد سيعرض خلال الموسم الرمضاني القادم إن شاء الله.
كلمة أخيرة
أتمنى أن يحب الجمهور دور “عيشة” ويتقبله مثلما أحببته أنا وقدمته من قلبي وروحي. وأشكر هسبريس على هذا الحوار الجميل.
المصدر: وكالات