السبت 3 فبراير 2024 – 21:00
نال موضوع الماء في ارتباطه بإشكالية الجفاف، الذي تعاني البلاد في الظرفية الراهنة من تداعياته، حيزا واضحا في كلمة راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي اعتلى منصة منتدى المنتخبين الأحرار بالداخلة، المنعقد اليوم السبت، ليبعث رسائل لا تخطئها رادارات الخصوم السياسيين الذين قادوا الحكومة السابقة لأنها بحسبه “شغلت الناس بكثرة الكلام دون إنجاز، واختارت نهج الفكاهة في البرلمان بَدَل الانشغال بقضايا نعاني اليوم تبعاتها”.
وبلغة مباشرة استشهد الطالبي العلمي بمعطيات التقرير السنوي الأخير للمجلس الأعلى للحسابات (المناقش مؤخرا بالبرلمان)، الذي أقر بـ”فشل المشاريع المائية التي أوصلت المملكة إلى هذه الوضعية الصعبة في مواجهة الأزمة غير المسبوقة مع توالي الجفاف”، وقال: “وجب محاسبة المسؤولين عن عدم تشييد وإنجاز 14 سداً من طرف الحكومة السابقة، مما أدى إلى تعطيل الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بإعادة تأهيل قنوات نقل المياه انطلاقا من السدود وتثمين السدود الصغيرة”.
وشدد رئيس مجلس النواب على “ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة لترتيب الجزاءات ضد المسؤولين عن عدم بناء هذه السدود” (في تلميح إلى مسؤولية حكومتيْن قادتهُما العدالة والتنمية في السنوات العشر الماضية عن مشاريع السدود ونقل قنوات المياه.
وتابع “مقطّراً الشمع” على تجربة تدبير “البيجيدي” خلال العشر سنوات الماضية، قائلا: “لا أحد تحدَّث عن هذا الأمر، ولم يتحدثوا أيضاً عن محاسبة مَن تسببوا في توقفها ومن كان المسؤول عن عدم بناء هذه السدود في وقتها”، مشددا على ضرورة “محاسبة المسؤولين لأن ذلك وضعنا اليوم في إشكالية نقص المياه الصالحة للشرب”.
وعلاقة بهذا السياق، أبرز الطالبي العلمي أن “الالتزام يتطلب التنفيذ والمساءلة عن عدم الوفاء بالتعهدات، وهذا يشمل حتى حزبَنا الذي التزَم للمغاربة بثلاث مسائل كبرى؛ هي الصحة والتعليم والشغل”، وزاد “نَمضي بثبات نحو الوفاء بهذه التعهدات، والوفاء بالوعود التي نعمل على تنزيلها كاملة بحلول 2026”.
“حكومة أخنوش، على العكس من سابقاتها، اختارت أن تدبّر ملفات حساسة كالتعليم وغيره بهدف تحقيق نتائج ملموسة تُحسّن الوضع بدل المراهنة على الكلام فقط”، يورد القيادي التجمعي، مضيفا أن حزبه “يؤمن بالسياسة التي تنتج مشاريع تنموية وتُحدث مناصب الشغل وتعتني بالضعيف وتحمي كرامة المواطنين، أما اللي يْعتَبر أن السياسة هي الكلام، فالله يْرَبَّح”.
عضو المكتب السياسي لحزب الأحرار استذكر حصيلة “مخطط المغرب الأخضر” الذي نجح، بحسبه، في ضمان تموين الأسواق وتوفير المنتجات، “وإلّا كنا سنواجه أزمة التموين كما عند الجيران”، وفق تعبيره، الذي حمل أيضا إشادة واضحة بانتقال الفلاحة المغربية من ضمان وفرة المواد إلى “مرحلة التصنيع، ولاحقا في أفق استدماج التكنولوجيات”.
المصدر: وكالات