عرفت مجموعة من المهرجانات السينمائية عزوفا نسبيا من لدن الجماهير في الفترة الأخيرة، بخلاف المهرجانات الموسيقية الشعبية التي يتم تنظيمها في فصل الصيف، وهو ما أعاد موضوع الإقبال على السينما إلى واجهة النقاش العمومي.
وغالبا ما تشهد مجموعة من المهرجانات السينمائية حضورا مكثفا على مستوى حفل الافتتاح، لكن أغلب الأنشطة الفرعية يتم تنظيمها في قاعات خاوية من الحضور، الأمر الذي يسائل سياسة التنظيم والإعداد المعتمدة من طرف المنظمين.
وتتمسك الفعاليات السينمائية بإقبال الجمهور المغربي على قاعات السينما والمهرجانات التي تقدم منتوجا فنيا عالي الجودة للحضور، فيما ترجع العزوف إلى عدم إسناد أمور التنظيم إلى أهل السينما الذين راكموا خبرة نظرية وتطبيقية واسعة في المجال طيلة العقود الماضية.
في هذا الصدد، قال عبد الكريم واكريم، ناقد سينمائي مغربي، إن “ظاهرة العزوف مردها إلى سعي بعض المهرجانات لتنظيم الأنشطة لأهداف غير سينمائية، حيث يتم التركيز فقط على الافتتاح والاختتام من أجل التسويق الإعلامي”.
وأضاف واكريم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الهاجس وراء التنظيم يكمن في نيل الدعم المالي فقط، حيث يتم الاكتفاء بالنشاطين الافتتاحي والختامي اللذين تحضرهما السلطات المحلية والفعاليات المهتمة”.
وأوضح المتحدث أن “الندوات والأفلام والعروض لا تحظى بأي اهتمام من لدن المنظمين، وبالتالي تشهد عزوفا كبيرا من طرف الجمهور بسبب غياب التسويق”، مبرزا أن “بعض المهرجانات المتوسطة والصغيرة بمدن نائية تعرف في المقابل حضورا مكثفا للزوار”.
وتابع شارحا بأن “مهرجان سينما المرأة بسلا أو مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية أو مهرجان تطوان، وغيرها من المحافل السينمائية، تشهد إقبالا ملحوظا من طرف الجمهور”، وزاد: “توجد مهرجانات صغيرة ومتوسطة لا تنال الدعم، وتقوم بأدوار سينمائية متميزة”.
وأكد واكريم، في هذا الجانب، أن “تلك المناطق النائية أو المدن الصغيرة تعوض النقص الحاصل على مستوى غياب قاعات السينما التجارية بالمهرجانات السينمائية التي تعرف حضورا جماهيريا مكثفا”، خاتما بأن “بعض المنظمين لا تهمهم السينما بقدر ما يهمهم الدعم”.
المصدر: وكالات