الثلاثاء 28 نونبر 2023 – 08:00
من جديد، يتخلى بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، عن عُرف أسس له فيليبي غونزاليس، رئيس الحكومة الاشتراكي، سنة 1982 وتشبث به من بعده الرؤساء الإسبان اللاحقون، والمتعلق ببرمجة أول زيارة خارجية رسمية بعد تنصيب رئيس جديد بمونكلوا إلى المغرب.
وتوجه سانشيز، الخميس الماضي، إلى إسرائيل وفلسطين ثم مصر، في سياق الحرب الدائرة في المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ فيما كشفت صحيفة “إلكونفيدنثيال ديخيتال” الإسبانية، استنادا إلى مصادر من وزارة الخارجية الإسبانية، “أن لا زيارة مبرمجة إلى المغرب في الوقت الحالي”.
وأرجعت المصادر الحكومية، التي تحدثت إلى الصحيفة الإسبانية ذاتها، سبب “تخلي” سانشيز عن عُرف تخصيص الزيارة الرسمية الأولى بعد التنصيب إلى المغرب إلى أن “الضرورة تقتضي زيارة الأماكن التي توجد بها صراعات أو قضايا مستعجلة؛ مثل المواجهات المفتوحة بين إسرائيل وفلسطين، فضلا عن أن العلاقات الجيدة بين المغرب وإسبانيا وحل المشاكل التي كانت عالقة لا تستدعي زيارة قريبة”.
في هذا السياق، قال الحسين كنون، محام رئيس المرصد المغاربي للدراسات والسياسات الدولية، إن “العلاقات الدولية تحكمها الاتفاقيات والشراكات أكثر من الأعراف والتقاليد”، واصفا الأخيرة بـ”الأدنى في سلم الأولويات”.
وأبرز كنون، ضمن تصريح لهسبريس، أن المغرب بات مرتبطا باتفاقيات مهمة مع المملكة الإسبانية وخارطة طريق مترتبة عن الزيارة التي قام بها بيدرو سانشيز إلى المغرب في أبريل 2022 بدعوة من الملك محمد السادس؛ “ما يتطلب –عوض الزيارات التقليدية- زيارات منتظمة للجانبين، سواء رئيسي الحكومتين أو وزراء كل قطاع على حدة”.
من جانبه، أرجع عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، عدم برمجة الزيارة التقليدية لسانشيز إلى المغرب “إلى سببين اثنين؛ يتعلق الأول بالسياق السياسي الدولي الذي يفرض أجندات دبلوماسية مكثفة لرئيس الحكومة الإسباني، خاصة الحرب المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط بسبب العدوان الذي تشنه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، لاسيما في ظل رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي”.
أما السبب الثاني، فيعود إلى أن “آخر زيارة لرئيس حكومة إسبانيا منذ عام 2018، كانت في فبراير من العام الجاري”، وفق بنلياس الذي اعتبر أن “اختيار وجهة أخرى لأول زيارة له بعد تشكيل الحكومة لا يؤشر على أي تغيير في مواقف الحكومة الإسبانية تجاه المغرب، فضلا عن أن أية زيارة من هذا المستوى تحتاج إلى ترتيبات دبلوماسية وبجدول أعمال مكثف لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية التي تربط البلدين”.
المصدر: وكالات