يحتفي العالم الأحد 5 مايو باليوم العالمي للقابلات، وهي فرصة لإلقاء الضوء على مهامهن، فيما يصفهن البعض بـ”البطلات اللواتي يساهمن في إنقاذ الحياة”.
وفي هذا الإطار قالت رشيدة فاضل، رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات بالمغرب، إن “اليوم العالمي للقابلات حدث عالمي للاعتراف والاحتفاء بالدور الفعال الذي تلعبه القابلات في الحفاظ على صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة”.
وأضافت فاضل ضمن تصريح لهسبريس: “نحن بحاجة إلى التفكير في قابلة الغد، وإعادة التفكير في سياسة الفترة المحيطة بالولادة، وتكييف ممارساتنا لتكون أقرب إلى احتياجات المستخدمين”.
واختار الاتحاد الدولي للقابلات لليوم العالمي لهذه السنة شعار: “القابلات: حل حيوي للمناخ”. وفي هذا الصدد أوردت فاضل: “تلتزم القابلات بتوفير رعاية توليدية منخفضة التدخل، ما يساعد في الحفاظ على الموارد وضمان الاستدامة”، وتابعت: “توفر القابلات خدمات صحية آمنة وصديقة للبيئة. إن المراقبة المستمرة من قبل القابلة تؤدي إلى تقدم إيجابي في الحمل والولادة وما بعد الولادة، وتعزز الصحة الجسدية والنفسية للأم، وتحمي سلامة الأم والطفل على المدى القصير والمتوسط والطويل”.
وزادت المتحدثة ذاتها: “تشجع القابلات الرضاعة الطبيعية ويدعمن النساء المرضعات. الرضاعة الطبيعية تحمي صحة الإنسان على المدى الطويل”، قبل أن تضيف: “كما توفر القابلات خدمات صحية آمنة وصديقة للبيئة، ويستجبن في الخطوط الأمامية في حالة وقوع الكوارث المناخية”.
من جانبها قالت فاطمة سميري، قابلة وأستاذة القابلات المجازات من الدولة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالبيضاء، إن “اليوم العالمي للقابلة يخلد الدور الهام والحيوي الذي تقوم به القابلة في العالم بأسره، ليس فقط لإنقاذ الحياة، وإنما لتقديم الدعم والرعاية الوقائية العلاجية والتلطيفية لصحة جنسية وإنجابية ذات جودة، كيفما كانت الظروف في المدينة أو البادية، وكذا عند الكوارث”.
وتابعت سميري ضمن تصريح لهسبريس: “خير دليل على ذلك الدور الطلائعي الذي قامت به القابلات في كورونا وفي زلزال الحوز، وما تقوم به الآن قابلات فلسطين أثناء الحرب لدعم النساء والأطفال نفسيا وصحيا وتوفير ظروف حمل وولادة ومتابعة دائمة، رغم معاناة الفقد والفقر والخسائر المادية وظروف العمل القاسية”.
وواصلت المتحدثة ذاتها: “حينما ساد الخوف من الوفاة عبر العدوى وغاب الأمل في حياة أفضل كانت هي من تزرع الأمل في نفوس النساء الحوامل والأطفال، من خلال المرافقة وبشجاعة، وكانت تشجع على الرضاعة الطبيعية وتراقب الحمل والولادة وما بعد الولادة لحماية الأم والطفل من المتغيرات المناخية والاجتماعية والاقتصادية؛ كما تحارب بجدارة العنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وحسب سميري فإن دور القابلة ساهم في التقليص من وفيات الأمهات بـ34 بالمائة بين سنتي 2000 و2020 في العالم بأسره، وفي المغرب من 112 وفاة في مائة ألف ولادة جديدة إلى 72,6 وفاة في مائة ألف ولادة جديدة ما بين 2010 و2020، موضحة أنه انخفض أيضا معدل وفيات الأطفال من 28 في ألف ولادة جديدة سنة 2011 إلى 18 في ألف ولادة جديدة سنة 2020، مردفة: “هي بطلة للتاريخ في انتظار أن يتم تشجيعها واحترامها ودعمها، من خلال تقنين مهنتها وحمايتها من التطفل، والاستثمار الفعال في التكوين الأساسي والمستمر، وخلق مناصب شغل متكافئة وخبراتها وتوفير المعدات والظروف الملائمة لتعمل على أكمل وجه”.
المصدر: وكالات