قال محمد الطوزي، الأكاديمي والباحث في علم الاجتماع، مسار المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 بقطر كان له تأثير على نظرة المغاربة لأنفسهم، وانبثاق إيمان بقدرتهم على إحداث الفرق والتغيير، كما سجل أن هذا المسار شكل فرصة تواصلية كبيرة للمغرب مع العالم.
وفي حوار مع مجلة جون أفريك، الفرنسية، رفض الطوزي القول بأن ما حققه أسود الأطلس بوصولهم إلى نصف النهائي لأول مرة بالنسبة لبلد إفريقي أو عربي معجزة، لكنه قال إنه حدث استثنائي، مشيرا إلى أن المغاربة المتابعين لكرة القدم توقعوا مسارا متميزا للمنتخب.
وسجل الطوزي أن هناك إرادة سياسية وراء هذا الإنجاز، مشيرا إلى ما تم تحقيقه من إصلاحات مهمة على مدى أكثر من 10 سنوات في القطاع الرياضي بالمغرب، لاسيما البنية التحتية، والملاعب، والتكوين، وبالخصوص إعادة هيكلة قطاع الكرة وجعله احترافيا، مرجعا الفضل في ذلك إلى القيادات الجديدة للقطاع الرياضي وضمنها رئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، وإسهاماته كإطار في وزارة المالية في توفير التمويل اللازم للقطاع.
وقال الطوزي، إن فوز المنتخب نشر طاقة إيجابية للغاية، وجعل المغاربة يؤمنون بأنفسهم “نعم نستطيع” في كل المجالات وليس فقط في كرة القدم، مسجلا أن ذلك ما وقع أيضا لدى تأهل المنتخب المغربي لكأس العالم في المكسيك سنة 1986، حيث أثر إنجازه على جيل بأكمله، يقول الطوزي.
وأكد الطوزي أن معنى الفوز لدى المنتخب المغربي لكرة القدم يختلف كثيرا عما يمكن أن يشكله لدى لاعبين آخرين في العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، مشيرا إلى أن خطاب أعضاء المنتخب بقيادة مدربهم الركراكي خطاب حديث ينهل من مكونات تاريخية ورمزية ودينية، مع حضور مفاهيم إيجابية خاصة كمفهوم النية، وقيم كمثل العمل والجهد والمثابرة والطموح.
واعتبر الطوزي أن هذا المسار كان له أثر إيجابي على صورة المغرب في العالم، معتبرا أن كأس العالم شكل عملية تواصل رائعة بالنسبة للمغرب الذي لم يكن سابقا موضوع نقاشات دولية، لكنه مع أسود الأطلس صار على الصفحة الأولى لوسائل الإعلام من الأرجنتين إلى أمريكا وأوربا وآسيا، بعدما كان هناك أشخاص بالكاد يعرفون أين توجد المملكة على الخريطة.
المصدر: وكالات