قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إن “التحديات، التي تتعبأ بلادنا خلف جلالة الملك لرفعها اليوم، تستدعي تقوية حقلنا الإعلامي، من حيث التنظيمُ والضبطُ والنموذجُ الاقتصادي، وأساسا من حيث المحتوى”.
واعتبر الطالبي العلمي، خلال لقاء دراسي نظمه مجلس النواب اليوم الأربعاء حول “الإعلام الوطني والمجتمع.. تحديات ورهانات المستقبل”، أن تقوية الإعلام الوطني تقتضي رفع ستة رهانات.
ويتعلق الرهان الأول، حسب رئيس مجلس النواب، بتأهيل الإعلام الوطني المكتوب، والمرئي والمسموع، والرقمي، ليكون مواكبا للتموقع الجديد لبلادنا كقوة ديمقراطية، وركيزة استقرار إقليمي وقاري ودولي، وقوة صاعدة اقتصاديا، منخرطة في رفع التحديات الدولية المشتركة بما في ذلك محاربة الإرهاب وبناء السلم، ومواجهة انعكاسات الاختلالات المناخية، وربح رهان الانتقال الطاقي ومعالجة إشكاليات الهجرة، والدفاع عن قضايا قارتنا الإفريقية، وتحقيق العدالة الدوائية والمناخية للقارة.
ويتعلق الرهان الثاني بالتعبئة من أجل ربح رهان الانتقال الرقمي بالنسبة لصحافتنا الوطنية، والحيلولة دون استغلال الإمكانيات الكبرى التي تتيحها لنشر الأخبار المضللة والتشكيك في مصداقية المؤسسات أو المس بالأمن العام لبلادنا، أو التشهير والتشنيع بالآخرين.
أما الرهان الثالث، يؤكد المسؤول ذاته، فيتعلق باسترجاع الدور الاستراتيجي للإعلام الوطني في بناء الرأي العام الواعي، المدرك لقضايا بلده بما ييسر المشاركة في الشأن العام، اقتراعا، وتحملا للمسؤوليات، وتقييما للأداء العمومي، وفق ما يكفله الدستور.
أما الرهان الرابع، أضاف الطالبي العلمي، فيتعلق بالمصداقية والجدية في الممارسة الصحافية والإعلامية، في علاقتها بأخلاق المهنة وأدبياتها وبالاستقلالية التحريرية.
ويتمثل الرهان الخامس بسلطات الضبط Autorités de régulation السمعية البصرية والمكتوبة (الورقية والرقمية).
وأوضح رئيس مجلس النواب: “دون المس بحرية الرأي والتعبير، يتعين الانضباط لقرارات المؤسسات الموكول إليها ممارسة هذه السلطة وفق القانون والقرارات ذات الصلة.
واعتبر الطالبي العلمي أن ممارسة الضبط ستساهم في تقوية وحماية الممارسات الجادة، والمؤسسات الإعلامية الورقية والرقمية الرائدة، التي ينبغي أن نفخر بإداء عدد كبير منها وبالمهنية التي تتصف بها وبدورها الاجتماعي والتوعوي ومساهمتها القيمة في إثراء النقاش العمومي وتحريكه.
ويتعلق الرهان السادس بالتكوين واستكمال التكوين، ودور مؤسسات التكوين في مهن الصحافة والاتصال والإعلام وتقنياتها، العمومية والخاصة؛ فإلى “جانب التكوين الأساسي الذي ينبغي أن يكون شرطا لولوج المهنة، يتعين تمكين المهنيين من التكوين المستمر في التحرير، والصورة، والفيديو، والراديو والرقميات، والمونتاج والكاريكاتير”، مشددا على أنه “يتعين أن يكون التكوين في مجال قانون الصحافة والنشر وأخلاقيات مهنة الصحافة التقائيا في منهاج التكوين، إذ ينبغي أن يتوازى الرفع من القدرات المهنية بالتحلي بأخلاقيات المهنة”.
المصدر: وكالات