قرية إملشيل، المشهورة بجاذبيتها السياحية العالمية، تتميز بتراثها الثقافي وجمالها الطبيعي الفريد، إلا أن روائح الصرف الصحي الناتجة غياب شبكة فعّالة للصرف الصحي تعكر أجواءها، وهذا الوضع بات يثير القلق لدى السكان والمجتمع المدني، باعتبار هذه المشكلة تهديدًا للبيئة والاقتصاد المحلي وصناعة السياحة.
محمد الداعمت، فاعل مدني مستثمر في مجال السياحة، دعا إلى تحسين البنية التحتية للصرف الصحي في مركز إملشيل، وشدد على أهمية توفير بيئة نظيفة لجذب السياح وتعزيز النشاط الاقتصادي، مؤكدًا ضرورة التدخل الفوري لحل هذه المعضلة.
واعتبر الداعمت أن التفكير في تهيئة مدخلي مركز إملشيل من الجهة الشرقية والشمالية دون مراعاة مشكل الصرف الصحي في المشروع، “يمثل خطأً استراتيجيًا”، مشددا على ضرورة أن يأخذ المشروع بعين الاعتبار الجانب البيئي في تحسين وتأهيل النشاط الاقتصادي المحلي.
وقال المتحدث لهسبريس إن “غياب الصرف الصحي يشكل تهديدًا للبيئة والصحة العامة، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الاقتصاد المحلي وصناعة السياحة، مما يبرز أهمية الاستثمار في تحسين بنية الصرف الصحي كاستثمار استراتيجي للمستقبل الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة”.
وحذر المستثمر في مجال السياحة من أن عدم التصدي لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، “قد يؤدي إلى تضرر سمعة إملشيل كوجهة سياحية مرموقة”، مما يستدعي من المسؤولين، بحسبه، “التركيز على حل مشكلة الصرف الصحي لتحقيق الاستدامة في السياحة”.
وطالب الفاعل المدني عينه الجهات المعنية بـ”دعم مشروع الصرف الصحي بإملشيل بالقدر الذي تستفيد منه المناطق الأخرى بالإقليم”، موردا: “ينبغي لجماعة إملشيل أن تدرك أن المشاريع السياحية لن تتطور بدون بيئة نظيفة وصحية”.
في السياق ذاته، أشارت فعاليات إلى أن هذه التحديات تعكس الصعوبات التي تواجهها المنطقة في تطوير السياحة والحفاظ على جاذبيتها الطبيعية، وهو ما يتطلب تكثيف جهود كل الجهات المعنية لتنفيذ استراتيجية شاملة تروم تطوير بنية الصرف الصحي، وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وتعزيز الاستدامة البيئية.
وركزت الفعاليات ذاتها على أهمية إنجاز مشروع متكامل يتضمن كل المنشآت، ويمكّن مركز جماعة إملشيل من الاستفادة من تدوير مياه الصرف الصحي، ويمنع انتقال تأثيرات الحفر والمطامير إلى الفرشة المائية، خاصةً مع استخدام جميع الدواوير التابعة للجماعة الترابية في الجهة السفلى مياه الآبار للشرب.
وفي تعليقه على الموضوع، أوضح علي أمشوف، فاعل سياسي النائب الثاني لرئيس جماعة إملشيل، أن الصرف الصحي يحظى بأهمية بالغة في سياسة المجلس الجماعي ولدى السلطات، ويعتبر من بين المشاريع ذات الأولوية التي يتطلع الجميع إلى تنفيذها نظرًا لأهميتها وتأثيراتها الإيجابية على السياحة (الاقتصاد) وحياة الناس بشكل عام.
وقال أمشوف إن “المجلس الجماعي قام بإنجاز الدراسة المتعلقة بالتطهير السائل بمساعدة تقنية قدمتها مصالح عمالة إقليم ميدلت بأمر من عامل الإقليم، تلتها لقاءات تشاورية متواصلة تحت إشراف السلطات تروم الترافع من أجل تمويل مشروع التطهير السائل الذي تقدر تكلفته بـ 42.000.000.00 درهم”.
وكشف المستشار الجماعي أنه “تمّ تحويل مبلغ 10.000.000.00 درهم لفائدة جماعة إملشيل من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية على أساس أن يلتزم كل من المجلس الجماعي لجماعة إملشيل والمجلس الإقليمي ومجلس جهة درعة تافيلالت بتوفير ثلاثين في المائة من القيمة الإجمالية للمشروع، في انتظار نتائج اجتماع لجنة البرنامج الوطني للتطهير السائل المشترك من أجل التكفل بالمبلغ المتبقي”.
وأكد الفاعل السياسي عينه أن “الشأن الجماعي المحلي يعدُّ أولوية لا يمكن التغاضي عنها”، وأن “المجلس الجماعي، ومعه السلطات المحلية والإقليمية، يدرك أهمية المشروع في تطوير السياحة والحفاظ على جاذبية المنطقة الطبيعية والثقافية”، مضيفا أن الجهود متواصلة لتنزيل المشروع على أشطر بشكل يتوافق مع المعايير المعمول بها في هذا الإطار.
المصدر: وكالات