السبت 5 أكتوبر 2024 – 06:33
يعد الفنان المغربي عمر السيد واحدا من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية، وهو أحد مؤسسي مجموعة “ناس الغيوان” العريقة، التي تشكلت أوائل سبعينيات القرن الماضي؛ هذه المجموعة التي لم تقتصر على تقديم الموسيقى فحسب، بل حملت رسائل اجتماعية وثقافية عميقة تعكس هموم المجتمع المغربي.
وأشاد الفنان المغربي عمر السيد بالحب الكبير الذي مازالت تحظى به الفرقة في المغرب، واكتسبته على مدار عقود من الزمن، مبرزا أن “هذا الأمر يظهر بشكل ملموس على أرض الواقع خلال اللقاء المباشر مع المحبين في السهرات والحفلات الفنية”.
وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، بأن اللقاء ليلة الخميس مع جمهور الدار البيضاء “كان ممتعا وفرحة غير طبيعية” بالنسبة له، “لأن الحضور فاق التوقعات، إضافة إلى توفير المؤثرات والمعدات التقنية اللازمة لإنجاح أي حدث فني”، مبرزا أن الحفل مهم لأن وراءه مبادرة إنسانية وريعه سيذهب لقرى الأطفال المتخلى عنهم.
وأضاف عمر السيد أن “الصدق والتفاني والالتزام هو السر وراء صمود الظاهرة الغيوانية لأزيد من خمسين سنة من العطاء الفني، لكي تخلد اسمها في الذاكرة الموسيقية”، مشيرا إلى أنه بلغ الثمانينات من عمره ويرى في حفلاته جماهير من جميع الفئات العمرية، إذ إن الكبار الذين من جيله يأتون لعيش النوستالجيا، والصغار لاكتشاف الفن الذي تربت عليه الأجيال السابقة، “وهذا دليل على نجاح مجموعة ناس الغيوان وجيل جيلالة والمشاهب والسهام وتكادة”.
وعن اللقاء الذي جمعهم بنجم الراي الجزائري الشاب خالد قال السيد، في حديثه مع هسبريس، إن علاقة صداقة وأخوة تربطهم به منذ بداية الثمانينيات، وليست وليدة اليوم، مردفا بأنهم أصبحوا مثل العائلة، ويمكن أن يجتمعوا مستقبلا في عمل فني مع بعضهم البعض، وتابع: “الفن دائما لا علاقة له بالحروب السياسية، ومن يقولون ‘الفن الملتزم’ يخطئون، بل يجب أن يكون الالتزام بالفن لأنه من أسمى ما يوجد، وكل من يربط الفن بالسياسة لديه مآرب أخرى”.
جدير بالذكر أن مجموعة “ناس الغيوان” تميزت بأسلوبها الفريد الذي يمزج بين الموسيقى الشعبية المغربية وتأثيرات أخرى، ما جعل أغانيها تتناول موضوعات اجتماعية وسياسية وقضايا الهوية، وكان لها تأثير عميق على الأجيال اللاحقة من الفنانين والموسيقيين بأسلوبها المبتكر، الذي جمع بين الغناء التقليدي والحديث، وساهم في تشكيل مشهد موسيقي جديد في المغرب.
المصدر: وكالات