أكد مهنيون في قطاع السفر والسياحة في دولة البرتغال أن المملكة المغربية من ضمن أكثر الوجهات الخارجية التي اختارها السياح البرتغاليون لقضاء عطلة نهاية السنة؛ إذ تشهد الوجهة المغربية، إلى جانب وجهات أخرى، اهتماما متزايدا من المواطنين البرتغاليين الباحثين عن خوض تجارب مختلفة للأنماط السياحية المعتادة في هذه المناسبة.
وبين أرباب وكالات الأسفار والسياحة في تصريحات متطابقة لوكالة “لوسا”، على هامش المؤتمر الوطني الخمسين لجمعية وكالات السفر البرتغالية، أن هذا العام سجل إقبالا على رحلات نهاية السنة هو الأقوى من حيث الطلب والمبيعات منذ سنوات، مشيرين إلى بروز وجهات مفضلة على هذا المستوى، أهمها المغرب والبرازيل وأرخبيل جزر ماديرا.
ونقلت الوكالة البرتغالية عن مهنيين تأكيدهم نفاد العديد من العروض الخاصة بنهاية السنة، رغم الارتفاع العام في الأسعار؛ إذ ذكر ريكاردو تيليس، مدير العمليات في شركة “بيسترافيل”، أن “فترة نهاية السنة من الطبيعي دائما أن تشهد إقبالا كبيرا على ماديرا البرتغالية، فعروضها مطلوبة جدا، كما أنه بفضل القرب الجغرافي والعمل الذي تم طوال العام، فإن المغرب أيضا يشهد إقبالا كبيرا في نهاية السنة، خصوصا مدينة مراكش”.
ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى أن “السياح البرتغاليين الذين يفضلون الوجهة المغربية غالبا ما يختارون الجولات السياحية التي لا تقتصر على زيارة مدينة واحدة فقط، بل عدة مدن كمراكش وفاس والدار البيضاء والرباط ومدن الصحراء”، مشيرا إلى أن “جميع العروض التي تم طرحها قد حُجزت، ولهذا طرحنا عروضا جديدة في البرتغال وإسبانيا”.
وأجمع المهنيون الذين تحدثت معهم وكالة “لوسا” على أن “الارتفاع العام في أسعار السياحة هذا العام ناتج بالأساس عن ارتفاع تكاليف الطيران وأسعار الفنادق، إلى جانب الطلب المرتفع الذي يضغط بدوره على الأسعار”.
في تفسيره لسر تفضيل السياح البرتغاليين المغرب لقضاء عطلة نهاية السنة، أوضح الخبير السياحي المغربي الزبير بوحوت أن “المغرب استقبل في العام الماضي أكثر من 181 ألف سائح برتغالي، أي ما نسبته حوالي 2,07 في المائة من السياح الأجانب الوافدين على البلاد، دون احتساب الجالية، فيما استقبلت البلاد أكثر من مليونين و400 ألف سائح فرنسي، وقرابة مليون ونصف المليون إسباني”.
وأضاف الخبير ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عدد السياح البرتغاليين الوافدين على المغرب عرف بالفعل ارتفاعا بنحو 36 في المائة ما بين سنتي 2023 و2024، وهو معدل مهم، في حين لم يبلغ متوسط الزيادة على المستوى الأوروبي سوى حوالي 25 في المائة”، مبرزا أن “تزايد الإقبال على المغرب، خصوصا في رأس السنة، ناتج عن مجموعة من العوامل”.
من أهم هذه العوامل، ذكر بوحوت “الإشعاع الذي كسبه المغرب في السوق السياحية البرتغالية، خاصة مع استعداد البلدين للتنظيم المشترك لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا، دون أن ننسى عامل الطقس والمناخ؛ إذ تشهد أوروبا خلال هذه الفترة من السنة انخفاضا في درجة الحرارة، عكس المغرب”.
وزاد شارحا أن “درجة الحرارة العليا المتوقعة في شهر دجنبر تتراوح ما بين 19 و20 درجة مئوية، في حين لا تتجاوز في إسبانيا 12 درجة مئوية، و13 درجة مئوية في تركيا باعتبارها بلدا سياحيا منافسا. وبالتالي، فإن الطقس المعتدل في المغرب وقربه الجغرافي وتنوع العروض السياحية التي يوفرها، تجعل من السائح البرتغالي يفضله أكثر من غيره من الوجهات”.
المصدر: وكالات
