مباشرة بعد الإعلان عن الزيادة في أسعار قنينات الغاز، رفع بعض بائعي الحلزون المطهي بالشوارع المغربية، أو ما يصطلح عليه شعبيا بـ”الببوش”، الأسعار بقيمة تتراوح بين درهم ونصف درهم.
ولاحظ عدد من المواطنين الذين اعتادوا التردد على عربات بيع “الببوش” بالشوارع المغربية، هذه الزيادة، التي يفسرها الباعة بـ “ارتفاع التكاليف نتيجة الزيادة في أسعار قنينات غاز البوتان”.
وفي مدينة أكادير، ارتفع سعر الصحن الواحد من “الببوش” بنصف درهم، فيما لم تعرف مدن أخرى هذه الزيادة، التي تتزامن مع تأثر موسم إنتاج الحلزون بارتفاع التكاليف وتداعيات موسم الجفاف.
وسبق أن أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية عن “الشروع ابتداء من يوم 20 ماي الجاري في التقليص الجزئي من الدعم الموجه لقنينات غاز البوتان برسم سنة 2024″، ما جعل سعر القنينة الكبيرة يزداد بعشرة دراهم، وثمن القنينة الصغيرة بدرهمين ونصف الدرهم.
وأوضح عباس حشان، تقني فلاحي يتعاطى تربية الحلزون، أن الزيادة في أسعار الحلزون يمكن تقسيمها إلى شقين: زيادة ترتبط بالإنتاج، مفسرا أن تربية الحلزون في الضيعات الفلاحية تتأثر بالجفاف الذي بات يخيم على المغرب في السنوات الأخيرة، علما أن الموسم الحالي لم يعرف أي زيادة بفضل سقوط الأمطار الأخيرة.
وأضاف حشان، في تصريح لهسبريس، أن الشق الثاني من الزيادة مرتبط بالاستهلاك، وأن العنصر الأساسي فيه هم “باعة الببوش” المتجولون الذين يستخدمون غاز البوتان في تحضيره، وبالتالي قد يتأثرون بالزيادة الأخيرة في ثمن “البوطا”.
وقال المتحدث ذاته: “لا يمكن ربط الزيادة التي أقرها باعة الحلزون في الشوارع بسوق الحلزون؛ لأن تربية الحلزون لا تعتمد على قارورات الغاز، أما الطهاة بائعو الحلزون فربما يتأثرون بالزيادة في سعر البوتان، ولكن ليس إلى هذه الدرجة”، معتبرا أن “عائد بيع صحنين من الحلزون دون الزيادة في ثمنه، يغطي الزيادة في سعر البوطا”.
وتغيب أرقام حول حجم استهلاك المغاربة لـ”الببوش”، فيما كشفت بقايا أثرية عمرها 16 ألف عام أن “المغاربة كانوا أول شعب يستهلك الحلزون في نظامه الغذائي”، خلال فعالية “يوم الأبواب المفتوحة” التي نظمها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في العاصمة الرباط سنة 2019.
وأوضح حينها عالم الآثار الأستاذ في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث يوسف بوكبوط لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، أن الحفريات التي عثر عليها تكشف أن الشعوب الإيبروموريسية (إحدى حضارات ما قبل التاريخ في العالم القديم) كانت أول من استهلك الحلزون”.
من جانبه، أكد بلقاسم مخلوفي، رئيس تعاونية امخلاف بلقاسم لتربية الحلزون وتسويقه ببركان، أن “الزيادة الحالية لا يمكن فقط ربطها بارتفاع سعر البوطا، بل بعوامل عديدة”.
وأضاف مخلوفي، في تصريح لهسبريس، أن “ارتفاع سعر البوطا لا يمكن أن يكون له تأثير بليغ قد يدفع الطهاة في الشارع إلى رفع سعر الصحن من الحلزون، وإنما هم مرتبطون بتأثيرات عديدة في السوق”.
وأورد المتحدث عينه أن “الحلزون بالمغرب يعاني من الجفاف هذا الموسم، وتكاليف تربيته ترتفع، ما يؤدي بشكل واضح للتأثير في مخزونه، وبالتالي يتأثر الطاهي هو أيضا”.
وبيّن رئيس تعاونية امخلاف بلقاسم لتربية الحلزون وتسويقه ببركان أن “ارتفاع الأسعار حاليا يجب عدم ربطه بالزيادة في ثمن البوطا، فالأخيرة من الصعب أن تكون وحدها السبب”.
المصدر: وكالات