قالت ورقة تحليلة لـ”منتدى فكرة”، التابع لمبادرة “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، إنه بعد انتشار نبأ مأساة “زلزال الحوز” تدفقت “عروض المساعدة من جميع أنحاء العالم”، و”صممت الحكومة استجابتها لعروض المساعدات الدولية بما يتناسب مع احتياجاتها وقدراتها الحالية”.
وفي حين “صورت بعض المصادر هذا الرد على أنه رفض للمساعدة الأجنبية” فإن الورقة تقول: “قد يشير العدد المحدود لفرق الإنقاذ الدولية على الأرض إلى التعقيدات اللوجستية والتنظيمية في هذه المنطقة. وقبول المساعدات لا يقتصر فقط على تلقي السلع وتوزيعها على المحتاجين فحسب، بل يتطلب نهجًا جيد التنسيق يتضمن أحكامًا لوجستية وتنظيمية لتسهيل حسن سير عمليات المساعدة”.
وأضاف التحليل ذاته أن “هذا ما يتطلب أعمالًا أساسية وموارد كبيرة، ما قد لا يتوفر بسهولة، ولاسيما في ظل الأزمة التي تواجهها السلطات المحلية في هذه اللحظة”، وبالتالي “إذا لم يتم إجراء تقييم شامل للأضرار والاحتياجات الفعلية لتوجيه الاستجابات للمساعدة الدولية (…) ثمة خطر بأن ينتهي الأمر بتوفر كمية هائلة من السلع غير الضرورية، وتبديد الموظفين؛ وهو الأمر الذي يزيد من تعقيد عملية إدارة الأزمة بدلاً من حلّها”.
وتابعت الورقة: “في ظل المشاكل اللوجستية الكامنة وحواجز الطرق والافتقار إلى خطوط النقل الكافية سيكون من الصعب استيعاب عدد كبير من فرق الإنقاذ الأجنبية، ونقلها إلى المناطق المتضررة من دون تأخير جهود البحث والإنقاذ الجارية. وعلاوة على ذلك يمثل الموقع الجغرافي للمناطق المتضررة تحديًا كبيرًا أمام التنقل، ما يتطلب من الأفراد غير الملمين بها قدرًا كبيرًا من الوقت للتعرف عليها والتمكن من عبور الأرض الجبلية”.
وذكر المصدر ذاته أن “صعوبة الوضع من الناحية اللوجستية والجغرافية تساعد في تفسير إحجام المغرب عن قبول جميع عروض المساعدة الدولية بشكل عشوائي”، ولو أن “الحكومة أعلنت انفتاحها لتقبل المزيد من المساعدات الدولية، مع مواكبة لأي تغيرات تطرأ على الوضع الحالي وبعد إجراء تقييمات دقيقة”.
كما رأت الوثيقة أن “التضامن العفوي وواسع النطاق” لفئات متعددة من المغاربة “لم يسهم في تقديم مساعدات أساسية للمناطق المتضررة فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على القيم الإنسانية التي يتحلّى بها المغاربة في أوقات الأزمات، ووحدة صفهم التي يشهد عليها التدفق المستمر للدعم الذي حوّل جهود الإنقاذ والإغاثة إلى مصدر فخر وطني”.
وواصل التحليل: “لقد حظيت هذه الاستجابة الجماعية بما تستحقه من ثناء على المستوى الدولي، إذ أكّدت استعداد المغرب لمواجهة هذه المأساة بموارده الخاصة وبدعم شعبه. وشرعت وسائل الإعلام الدولية في تسليط الضوء على وحدة المغاربة اللافتة للنظر”.
كما ظهرت، وفق المصدر نفسه، “خطوات كبيرة على صعيد العمل الخيري في الاستجابة للزلزال”، إذ أنشأت الحكومة بتوجيهات من الملك محمد السادس “حسابًا مصرفيًا مخصصًا لجمع المساهمات والتبرعات لإغاثة ضحايا الزلزال”، وزاد: “وبالإضافة إلى هذه الجهود الرسمية أطلقت المنظمات غير الحكومية حملات لجمع الأموال والمساعدات. كما أنشأت لجنتا المالية والتنمية الاقتصادية في البرلمان المغربي حساب خزينة للإغاثة”.
وتقدر الورقة أن الحساب المفتوح الخاص بالزلزال سيلعب “دورًا محوريًا في تنسيق الموارد من أجل جهود الإغاثة الفورية والترميم وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة من الزلزال”؛ ما “يبرهن على التزام المغرب بالاستجابة الفعالة للكوارث الطبيعية وتعزيز قدراته على إدارة الكوارث”.
المصدر: وكالات