وراء محنة الموت والدمار اللذين خلفهما “زلزال الحوز”، الذي ضرب مناطق عدة بالمغرب ليلة ثامن شتنبر الماضي، سجلت عدد من المناطق التابعة لجماعتي إمي نولاون وغسات (إقليم ورزازات) تفجر عدد من العيون المائية، أعادت الحياة إلى الأرض والأمل إلى أهلها.
تفجر العيون المائية بعد الهزة الأرضية القوية ينطبق عليها المثل القائل “في كل محنة منحة”، حيث تشققت الأرض والجبال لتنفجر منها الينابيع المائية الجديدة والقديمة التي سالت مياهها من جديد، وبدأت المياه في التدفق لتشكل أنهارا وجداول.
منحة الخالق بعد محنة الزلزال أعطت أملا جديدا في الحياة لساكنة المناطق الجبلية التي تفجرت فيها هذه العيون المائية، وأدخلت السعادة في نفوس الأهالي المكلومة، وأصبحت قبلة يقصدها الزوار من كل مناطق المغرب وخارجه، هدفهم الوقوف على معجزات ربانية.
في المحنة منحة
مباشرة بعد الزلزال المدمر الذي سجلت بؤرته بمنطقة إغيل (إقليم الحوز)، ووصلت ارتداداته إلى العديد من المناطق المغربية، تفجرت عيون مائية بعدد من المناطق التابعة لإقليم ورزازات، واستبشرت معها الساكنة خيرا، خاصة أن بعضها كانت جديدة.
وفي هذا الإطار، يقول عبد الحميد الكرمي، باحث جيولوجي، إن هذه العيون المائية تفجرت بفعل تحرك الأرض بسبب الزلزال، موضحا أن “القشرة الأرضية تحركت بشكل قوي، ما أدى إلى ظهور هذه العيون بشكل آني”، ومستبعدا أن تختفي هذه العيون بشكل سريع، “بل بإمكانها أن تبقى لعقود من الزمان”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الهزة الأرضية يمكن أن تتسبب في تفجر عيون مائية جديدة، مقابل انقطاع الماء ببعض العيون القديمة، بفعل الضغط”، موردا أن “الهزات الأرضية الأخيرة ساهمت في حدوث تحولات على مستوى جريان أو صبيب المياه”.
في المقابل، قالت نعيمة، من ساكنة بورمان بجماعة إمي نولاون (إقليم ورزازات): “منذ سنوات لم تسجل المنطقة تفجر عيون مائية”، مضيفة أنه “مباشرة بعد الزلزال ظهرت عيون أنست المتضررين محنة الزلزال، وزادت: “في ثياب كل محنة مفتاح منحة”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “هذه العيون المائية أعادت الأمل في الحياة والاستقرار بهذه المناطق الجبلية”، مردفة: “أملنا أن تدوم هذه العيون التي سخرها الله لعباده من أجل العيش حياة جديدة، وخاصة الذين نجوا من الموت بسبب الزلزال”.
قبلة سياحية
أضحت العيون المائية التي تفجرت في أعالي جبال إقليم ورزازات قبلة سياحية لعشاق الطبيعة المغاربة والأجانب، وأيضا للراغبين في التأكد من صحة الأخبار المتداولة عنها، ما قد يعود بالنفع على المنطقة خصوصا والإقليم عموما.
وفي هذا الإطار يقول لحسن رابح، فاعل مدني، إنه “يجب استغلال هذه العيون المائية الجديدة من أجل الترويج للإقليم وللسياحة الجبلية على الصعيد الدولي”، موضحا أن “هناك أجانب يعشقون السياحة الجبلية، فقط يجب الاعتناء بالمناطق المعنية وإدراجها في الخريطة السياحية الجبلية”، بتعبيره.
وأضاف رابح، في تصريح لهسبريس، أن “ما تملكه ورزازات من مؤهلات سياحية يجب أن تكون معها جنة فوق الأرض، بمشاريع تنموية مهيكلة، ومشاريع اقتصادية تنتشل الشباب من قوقعة التهميش والفقر المدقع”، لافتا إلى “ضرورة إعطاء الأهمية للعيون المائية المتفجرة من أجل الترويج للسياحة”.
من جهته، أكد الحسين اوحساين، زائر للمنطقة، أن “تفجر هذه العيون بعد الزلزال يجب أن يكون ضمن اهتمامات خبراء وباحثي الجيولوجيا من أجل الوقوف على حقائق ومعطيات جديدة قد تساهم في تطوير هذا العلم”، مشيرا إلى أن “المنطقة التي تفجرت فيها هذه العيون المائية لم تنل حقها في البحث العلمي من قبل خبراء الجيولوجيا”، بتعبيره.
المصدر: وكالات