صدر حديثا لابن مدينة وزان المصطفى الزراد مؤلف يعد باكورة أعماله، اختار له عنوان “عتبة الفناء”، من أدب جائحة كورونا، على اعتبار أن أولى تفاصيله كتبت زمن الحجر وحالة الطوارئ الصحية.
وتدور أحداث الرواية بين قارتين، الأولى موطن البطل، أما الثانية فهي القارة الأوروبية التي تمثل حلمه. وبقصر فضاء الحكي على إحدى القرى المغربية التي ينتمي إليها بطل الرواية، وهو الحاصل على الإجازة في التاريخ، يرحل بنا الكاتب صوب ظروف العيش الصعبة بالقرية وانسداد الآفاق.
وتحكي “عتبة الفناء” عن هجرة البطل إلى القارة العجوز رغم تعلقه بحبيبته شامة – القادمة من مدينة مكناس والرافضة لفكرة الهجرة شأنها شأن عائلته، كما تكشف كيف فوجئ بالوجه الآخر لأوروبا وتبدد حلمه؛ فمن كان فقيرا وعاطلا بالمغرب غدا مستغلا من قبل المافيا الأوروبية في ظروف صعبة لا إنسانية ولا أخلاقية ولا قانونية.
ويعتبر الزراد روايته رؤية جديدة للواقع تفصح عن موقف مختلف، موردا أنه حاول من خلالها رفض القراءة الرسمية للأحداث وكشف وجهها الآخر، فهي لا تتماهى مع المعطى الممنوح.
وتتناول “عتبة الفناء” بعض الأحداث لتكشف من خلالها عن قضايا تتصل بالواقع المعاش؛ “فإذا كانت الرواية الرسمية التي يروجها الإعلام تورد أن كورونا تقتل كل من تصادفه في طريقها فقد تساءلت الرواية بحرقة عن الضحايا الحقيقيين، هل من المغلوبين على أمرهم الذين أريد لهم ذلك؟ أم من الماسكين بخيوط اللعبة؟”.
ويقول مؤلف الكتاب إن “عتبة الفناء” قراءة نقدية للتاريخ ولفلسفة الغرب “وتفضح الوجه الآخر الخفي لأوروبا، وتنتقد كورونا”، “فلم تعد إياك نعبد وإياك نستعين ضالة المؤمن، بل الزم بيتك خير لك ولأهلك ولبلدك”، وفق تعبيره.
وترصد الرواية ذاتها “معاناة المهاجرين والظروف القاسية التي يعيشها الهاربون من ‘قطران البلاد’ تحت رحمة عصابات متاجرة بالبشر مرعبة في زمن الحقوق”.
الغربة والضياع والهزيمة واليأس أحاسيس عاشها البطل بصمود وتحد، وكتبها بألم العشق ونفحات المعاناة المصطفى الزراد ضمن “عتبة الفناء”.
المصدر: وكالات