الأربعاء 1 يناير 2025 – 09:29
قدم بيت الشعر بالمغرب مختارات “أنطولوجيا” للقصيدة المغربية بالدارجة المغربية، صدرت مؤخرا عن جامعة إشبيلية بإسبانيا، معرّفة بأربعة عشر شاعرا مغربيا بعامية البلاد، بلغة قصائدهم الأصلية، مع ترجمتها إلى الإسبانية، ودراسات متعددة أكاديمية للزجل وتطوّره، ولغته، وعوالمه.
وقال مراد القادري، رئيس بيت الشعر بالمغرب، إن هذه الأنطولوجيا “أنجزها فريق من الباحثين والمترجمين الباحثين المغاربة والإسبان، اختاروا أن يقدموا للقارئ الإسباني أنطولوجيا معاصرة عن القصيدة العامية المغربية اليوم، ونحن سعداء بهذا العمل، ونشكر فريق الترجمة وجامعة إشبيلية على الإصدار، لأننا حريصون على نقل شعرنا المغربي إلى الآخر، وأن تتم استضافته في لغات وثقافات أخرى، فذلك من صميم مسؤوليتنا داخل بيت الشعر بالمغرب، يتيح لشعريتنا المغربية أن تتحاور مع شعريات أخرى، وأن يعرف شعراؤنا في قارات وثقافات أخرى”.
فرانسيسكو موسكوسو غارسيا، أستاذ اللسانيات ومترجم، قال مقدّما الأنطولوجيا إن “الزجل وُلد في الأندلس وسافر إلى المغرب وكل البلدان العربية عبر المضيق، وزرع كلمته الشعبية الفنية في هذه الأرض الشقيقة، فنبت فيها كلام آخر. واستمر هذا “الكلام” بعربية الناس اليومية، وكان في البادئ بالعربية الأندلسية، وصار في أيامنا اليوم بالعربية المغربية”.
وأضاف: “فقدنا في إسبانيا العربية الأندلسية، غير أنها قبل أن تغيب تركت في لغتنا الإسبانية عددا كبيرا من الكلمات ذات الأصل العربي، تكيفت صوتيا وصرفيا مع اللغة الإسبانية، وخضعت لتطورها التاريخي”، ثم استرسل قائلا: “هدفنا من الأنطولوجيا (…) تقديم كلام من التراث الكوني، والسلالة الأندلسية (…) علما أن هذه قصائد مغربية لكنها ليست نسخة من الزجل الأندلسي، وهي قصائد ليست محاكاة ولا تقليدا للزجل كما برز في الأندلس”.
وواصل: “هذه قصائد تحتفي بالاستعارات والرموز والأساطير، وتستدعي نصوصا ومتونا من التاريخ العاميّ والتجارب الإنسانية الأصيلة، وفي مقدمتها تجارب الشعراء أنفسهم”، واقتبس من إحدى التقديمات للعمل: “يتم هذا بهدف تعزيز الدلالة الشعرية، وتحقيق الانفعال الوجداني في السعي للكشف عن العالم والإمساك بجوهره الشعري العميق”.
كما ذكر المترجِم أن هذه المختارات الصادرة عن جامعة إشبيلية “هي الأولى الصادرة في العربية المغربية والإسبانية، ولن تكون الأخيرة (…) وتضم ثلاثة أجيال من شعراء الزجل المعاصرين المغاربة”، علما أن “الشعر والفن هما الوحيدان الكفيلان بتحريرنا من الاختلافات، وسوء الفهم، التي تعكر بين حين وآخر العلاقات بين إسبانيا والمغرب، ونتمنى أن نكون قد ساهمنا (…) في تقوية الجسر الثقافي الممتد بين بلدينا منذ تاريخ عريق”.
المصدر: وكالات