نشرت صحيفة « إلباييس » الإسبانية، تحقيقا بالتعاون مع لايت هاوس ريبورتس، خلصت فيه إلى أن المغرب وموريتانيا وتونس يستخدمون التمويل الأوربي لاحتجاز المهاجرين واللاجئين، وتهجيرهم قسراً مع اتهامات بالوقوع في العنصرية واستعمال العنف ضد هؤلاء المهاجرين.
وقالت الصحيفة إن السلطات المغربية وباستخدام التمويل الأوربي، تعمل على شن مداهمات وحملات لاعتقال المهاجرين السود وإجبارهم على الترحيل قسريا من مدن ساحلية كالرباط، نحو مدن داخلية وصفتها بأنها صارت « مكبا » للمهاجرين، ومنها خريبكة وبني ملال.
وتطرق التحقيق إلى واقعة شاب ثلاثيني من جنسية أمريكية تم اعتقاله في شوارع الرباط، ظنا من السلطات أنه مهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء، ليتم ترحيله ضمن إحدى حملات الاعتقال المذكورة في صفوف المهاجرين.
وتسرد الصحيفة واقعة أخرى قالت إنها إحدى « أخطر حالات العنف المرتكبة بحق المهاجرين » بالقرب من الحدود مع موريتانيا. حيث نقلت عن أربعة ناجين غينيين، أحدهم كانت إصابته خطيرة بشكل واضح، أنه تمت محاصرتهم.
ويدعي الشباب المذكورون أن عناصر الأمن أخذوا منهم كل شيء، وأنهم تعرضوا للضرب والاعتداء من قبل الكلاب ».
وأضافت « بعد ساعتين من احتجازهم في ما يشبه الثكنات الميدانية، حيث لم يروا سوى الرمال، مع عشرات السجناء الآخرين، تم التخلي عنهم وأقدامهم وأيديهم مقيدة، دون ماء أو طعام. حتى تمكنوا من كسر الروابط المضغوطة والمغادرة. “هرب البعض بعد إطلاق سراحهم، دون مساعدة الآخرين. والبعض الآخر لم يتمكن حتى من المشي. ويقول أحدهم: « أصيب آخرون بجروح خطيرة بسبب عضات الكلاب والضرب » ».
بالمقابل نفت وزارة الداخلية المزاعم بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان، كما أكدت -وفق ما أوردته « إلباييس »- أن التشريعات الوطنية تنص على « نقل المهاجرين إلى مدن أخرى » لأنها « تبعدهم عن شبكات الاتجار » و »المناطق الخطرة مثل الغابات والصحاري ».
وأضافت بأن نقل المهاجرين بالمغرب هو وسيلة لمنحهم « قدرا أكبر من الحماية واحترام كرامتهم ».
واعترف الاتحاد الأوربي الثلاثاء بصعوبة الوضع بعد أن أفاد تحالف صحافي أن تونس والمغرب وموريتانيا تنقل المهاجرين وتتركهم في الصحراء بمساعدة تمويلات تتلقاها من الاتحاد الأوربي.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوربية إريك مامر « هذا وضع صعب. إنه وضع يتغير بسرعة، وسنواصل العمل عليه ». وكان إريك مامر يعقب على تحقيق نشره التحالف الصحافي لايتهاوس ريبورتس Lighthouse Reports بالتعاون مع وسائل إعلام، بما في ذلك لوموند وواشنطن بوست.
المصدر: وكالات