بعد أزيد من حولين كاملين على استئناف المملكة المغربية ودولة إسرائيل علاقتيهما أواخر سنة 2020 في إطار الاتفاق الثلاثي الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية، اعترفت إسرائيل، أخيرا، بمغربية الصحراء وأعلنت نية فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، عبر رسالة وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الملك محمد السادس.
وتعقيبا على هذا القرار، قال أحمد الخريف، كاتب الدولة السابق لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء قرار “تاريخي وعادل” يعزز الشرعية الدولية والحقوق التاريخية الراسخة للمملكة بالأقاليم الصحراوية، وينسجم مع الدينامية الدولية القوية التي اعتمدتها عديد الدول في مختلف القارات خصوصا في دعم الوحدة الترابية للمملكة.
وثمن نائب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس المستشارين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إعلان دولة إسرائيل دراسة إمكانية فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، مشيرا إلى أن “القرار يعتبر لبنة حقيقية في مسار دعم الوحدة الترابية للمملكة الشريفة؛ نظرا للمكانة التي تحظى بها دولة إسرائيل واللوبي الإسرائيلي العالمي في التأثير على العديد من القرارات الدولية”، مضيفا بأن “القرار سيكون له ما بعده من نتائج إيجابية في الأشهر القليلة المقبلة”.
وأكد الخريف أن “اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الإسبانية بالمبادرة المغربية المتعلقة بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية كحل سياسي واقعي لإنهاء هذا النزاع المفتعل كان له وقع كبير على المستوى الدولي من خلال إبراز عدالة قضيتنا الدولية”، لافتا إلى أن “النتائج الدبلوماسية جعلت أزيد من مائة دولة تعترف الآن بمغربية الصحراء وتشيد بمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد لإنهاء هذا الصراع”.
وختم القيادي بحزب الاستقلال تصريحه بالتعبير عن تفاؤله التام بانتهاء الصراع المفتعل حول مغربية الصحراء، مؤكدا أن الدينامية الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية وحتى الشعبية التي تعمل بالتوجيهات الملكية خصوصا فيما يتعلق بالقضية الوطنية الأولى جعلت أزيد من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تعترف حاليا بـ”البوليساريو” الانفصالية، مشيرا إلى أن “فتح أزيد من 28 قنصلية من مختلف القارات في مدينتي العيون والداخلة يعتبر اعترافا دوليا رسميا بمغربية الصحراء”.
من جانبه، قال سيداتي بنمسعود، رئيس جماعة الدشيرة الترابية، إن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء يؤكد نجاعة الدبلوماسية الملكية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويترجم جهوده المبذولة في إنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية”.
وأضاف بنمسعود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الاعتراف يؤكد اهتمام المجتمع الدولي في دعم مغربية الصحراء”، لافتا إلى أن “هذا القرار ينضاف إلى الاعترافين الأخيرين الأمريكي والإسباني، إضافة في مسلسل حشد المزيد من الدعم لنصرة قضيتنا الوطنية”.
وأكد ممثل ساكنة الدشيرة أن “البيان الصادر عن الديوان الملكي يعتبر ضربة موجعة لنظام الجزائر وجبهة “البوليساريو” اللذين يقودان مشروعا وهميا يحاولان من خلاله عرقلة تقدم الأقاليم الجنوبية للمملكة”، مشيرا إلى أن “الاعتراف جاء ليعزز نجاعة ومصداقية الحكم الذاتي باعتباره السبيل الوحيد والأوحد للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع المفتعل”.
وكان بلاغ للديوان الملكي قد كشف، الاثنين، توصل الملك محمد السادس برسالة من بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أعلن من خلالها قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وسيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار.
المصدر: وكالات