ووري الثّرى، اليوم الجمعة، جثمان الناشطة الحقوقية بشرى الشتواني، المنسقة الوطنية لـ”شابات من أجل الديمقراطية”، بعد رحيلها عن دنيا الناس أمس الخميس 11 يناير في إحدى مصحات مدينة أكادير.
وقد كانت الفقيدة ناشطة حقوقية مواكبة لقضايا العاملات الزراعيات، والمهاجرين غير النظاميين، والفئات المجتمعية الهشة، ومن بينها العاملون في الشارع، والأمهات العازبات، فضلا عن عامة قضايا حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية بالبلاد.
ونعى الفقيدة نشطاء منتمون إلى هيئات مختلفة المشارب، منها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بإنزكان آيت ملول، الذي قال إن رئيسته السابقة قد بصمت على مسار “غني في النضال النقابي الطُّلّابي، والحقوقي، والنسائي”.
كما نعت الناشطة اليسارية الدائرةُ السياسية للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان بأكادير، واصفة إياها بأنها “صديقتُنا السيدة بشرى الشتواني المناضلة السياسية والحقوقية المحترمة”، سائلة الله “أن يشملها برحمته، وأن يجازيها خير الجزاء على مواقفها الصادقة وحضورها الدائم في مختلف قضايا الوطن والأمة”.
وقبل ساعات من رحيلها، كتبت بشرى الشتواني رسالة عمَّمتها، تقول فيها: “مساء القوة والصمود، لكل أحبتي أصدقائي رفاقي وعائلتي الصغيرة والكبيرة، لأولادي ناجي وعهد، ولروح القلب زوجي، ولأخي وصديق قلبي ياسين (…) حاولتُ أن أمنع نفسي من كتابة أي شيء يتحرك بعقلي ووجداني كي لا أصعب الأمر عليّ وعلى كل عزيز وعزيزة، ولكن لم أستطع”.
وأضافت: “الآن المحطة الأصعب جدا في حياة لم تمنحني أي شيء إلا ونازلتي عليه (…) لم تعطني أبدا هدية مجانية، كنت في كل مرة أظفر بفرصة فرح أو حب أو انتصار إلا وأدخلتني قسرا لحلبة ملاكمة شرسة، حتى مع المرض؛ فمنذ ثلاث سنوات وأنا أقاوم المرض اللعين الذي اختار أصلب منطقة في جسمي واستوطنها قسرا”.
وكتبت الفقيدة: “غدا صباحا باكرا المواجهة الحاسمة، لم يبق لي سوى مشرط البروفيسور المجاطي سلاحا، وطمأنينتي أن الله لن يقدر لي سوى ما هو خير لي ولأحبتي، وإيماني بأنني أقوى من المرض بكثير حتى وإن غيبني عن هاته الحياة، سواء نهائيا أو جزئيا، بعجز أطرافي عن الحركة؛ فقد انتصرت بسمعة طيبة، وأصدقاء متفانين، ومدينة كل أحيائها تعرفني وتحبني”.
وختمت الناشطة الحقوقية رسالتها الأخيرة كاتبةً: “سامحوني إن أخطأت في حق أي كان، وأنا سامحت الكل دون استثناء. محبات بحجم رحمة الله للجميع.”
المصدر: وكالات