الإثنين 1 يناير 2024 – 03:41
مدينة الحسيمة أو مدينة الأحلام الصاعدة، الواقعة في منطقة الريف بشمال المغرب، وبالضبط في منتصف الواجهة المتوسطية للبلاد، تعتبر من أهم الحواضر بشمال المملكة، ولها رمزية في تاريخ الكفاح الوطني المغربي ضد الاستعمار الإسباني، تحولت في السنوات الأخيرة إلى ورش تنموي مفتوح في جميع القطاعات والمجالات.
تشير بعض المقالات التاريخية إلى أن عمق تاريخ منطقة الحسيمة يمتد إلى 8000 سنة، وأن المنطقة عرفت تعاقب مجموعة من الحقب المهمة، بدءا من الفينيقية والرومانية، مرورا بالفتح الإسلامي، ثم الاحتكاك مع القوى الاستعمارية الأوروبية، ثم حرب الريف إلى مرحلة استقلال المغرب.
وشهدت الألفية الجارية تحولات جذرية في المنطقة، وذلك بفتح مجموعة من الأوراش المهيكلة على مستوى البنيات التحتية والتطوير العمراني لمدينة الحسيمة، كما تزخر “منارة المتوسط” بالعديد من المؤهلات السياحية والثقافية والتاريخية التي تعرف إقبالا من الزوار من مختلف المدن المغربية ودول العالم، وخاصة شواطئها التي تتميز بالمياه الزرقاء للبحر الأبيض المتوسط.
وتحظى مدينة الحسيمة بعناية الملك محمد السادس، الذي أشرف على إطلاق ومواكبة استثمارات جد مهمة وكبيرة في الإقليم بشكل عام، بالإضافة إلى كونها تتميز بموقعها الجغرافي في خريطة المغرب، وتوفرها على مقومات طبيعية وثقافية وتاريخية مهمة.
وبخلاف باقي المدن السياحية المغربية التي تعرف توافدا كبيرا للسياح من الداخل والخارج، لم يحج إلا عدد قليل من هؤلاء السياح إلى إقليم الحسيمة بشكل عام بالرغم من المؤهلات التي يتوفر عليها، والتي تجعله في مصاف الوجهات السياحية الوطنية، حسب مهنيي القطاع السياحي بالإقليم.
سليمان زرير، واحد من القاطنين بمدينة الحسيمة، يرى أن الكنوز السياحية والثقافية والتاريخية التي تتوفر عليها “منارة المتوسط” تساهم بشكل كبير في لفت الانتباه إليها وجعلها قبلة سياحية وطنية ودولية، مضيفا أن إقليم الحسيمة عموما عرف في السنوات الأخيرة قفزة نوعية ومهمة في الأوراش التنموية بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، وبفضل السلطات الإقليمية التي تسهر على تنفيذ تعليمات وتوجيهات العاهل المغربي.
وفي السياق نفسه، أكد عدد من مهنيي قطاع السياحة أن من أجل إكمال هذا الصرح (العناية الملكية، الاستثمارات، المقومات الثقافية والطبيعية)، تحتاج مدينة الحسيمة، والإقليم بشكل عام، إلى تعزيز الشبكة الطرقية الوطنية وربطها بالطريق السيار، وتنظيم رحلات يومية داخلية وخارجية من مطار الشريف الإدريسي نحو العواصم الأوروبية والمدن المغربية، وذلك من أجل تشجيع السياحة وخلق رواج اقتصادي هام.
المصدر: وكالات