شهدت الحالة الجوية العامة خلال الأيام الأخيرة استمرارا للطقس الحار في معظم أرجاء البلاد، وهو ما ينعكس سلبا على المنتوجات الفلاحية والمحاصيل الزراعية، وعلى صحة الإنسان.
ويعود سبب استمرار هذا المناخ الحار، حسبما أكدته مديرية الأرصاد الجوية، إلى تمركز مرتفع جوي شمال جنوب أوروبا وشمال غرب إفريقيا بصفة مستمرة خلال الأيام الأخيرة. كما أن موجة الحرارة تعود أيضا إلى نشاط منخفض صحراوي يوجه بعض الكتل الهوائية الحارة صحراوية المنشأ نحو معظم مناطق البلاد، وبالتالي أدى ذلك إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بمعدل 4 إلى 8 درجات فوق المعدل الموسمي، خصوصا ونحن في بداية فصل الخريف.
وبخصوص استمرار هذا الحر خلال الأيام الأخيرة، أشارت المعطيات التي قدمتها مديرية الأرصاد لهسبريس إلى أن ذلك راجع إلى ضعف المنخفضات الجوية الدينامية على مستوى عرض المحيط الأطلسي، واستمرار تأثير المرتفع الجوي على جنوب أوروبا وشمال غرب إفريقيا، حيث بقي الطقس مستقرا ونسبيا حارا.
ووفق المصدر ذاته، يتوقع تسجيل انخفاض تدريجي لدرجات الحرارة ابتداء من يوم الخميس، حيث سيكون هذا الانخفاض محسوسا في شمال غرب البلاد نتيجة حدوث تغيير في الحالة الجوية العامة، حيث سيقترب منخفض جوي بشبه الجزيرة الإيبيرية، مما سيساعد في وصول سحب ممطرة ابتداء من مساء يوم الخميس وخلال يوم الجمعة إلى شمال ووسط البلاد، وقد تصل إلى مرتفعات الأطلس والريف.
الحرارة الاستثنائية، التي تعيشها المملكة ومجموعة من المناطق شمال إفريقيا، تبقى من مميزات المناخ الجديد الذي يعيش على إيقاعه المغرب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث إن عددا من المناطق عاشت على إيقاع أرقام قياسية في شهر أكتوبر كالصويرة وآسفي والعيون ومكناس ومدن أخرى فاقت درجة الحرارة فيها خلال أكتوبر 37 درجة مئوية إلى حدود 40 درجة، وفق ما أوضحه الخبير المناخي محمد بنعبو.
هذه الحرارة، يوضح بنعبو، تؤثر سلبا على مجموعة من المنتوجات الفلاحية، مبرزا أن الموسم الفلاحي لم ينطلق رسميا، لكن هناك أشجارا مثمرة وزراعات خريفية تتضرر بسبب قلة الموارد المائية، كما أن مدة الموسم الفلاحي أصبحت قصيرة، يضيف الخبير ذاته.
وفي هذا السياق قال بنعبو إن أشجار الزيتون تضررت، وأن أثمنتها ارتفعت بشكل كبير في المغرب ومجموعة من المناطق شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى الرمان وبعض المنتوجات الخريفية التي فاق ثمنها مستوى القدرة الشرائية للطبقتين الوسطى والضعيفة.
وبخصوص السدود أشار الخبير المناخي ذاته إلى أن مجموعة من المسطحات المائية سجلت عجزا مائيا كبيرا، حيث نزلت نسبة ملء السدود لأول مرة عن 25 بالمئة، مقارنة بالسنة الماضية التي كانت أيضا سنة جفاف، لافتا إلى أن الموارد المائية السطحية تتراجع بشكل كبير مقابل الإقبال على الاستهلاك.
من جهة أخرى، أشار بنعبو إلى أن درجة الرطوبة في فترة الخريف تكون مرتفعة مقارنة بفصل الصيف، وأنه خلال الصيف لا يتم تسجيل نفس التأثيرات الصحية الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة، فيما يتم خلال فترة الخريف المصحوبة بموجات الحر تسجيل أعراض صحية ناجمة عن التغير المستمر لدرجة الحرارة، مما يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض، خاصة الزكام الحاد.
المصدر: وكالات