رصد فاعلون مشتغلون في مجالات الذكاء الاقتصادي مشاكل عديدة تعترض القدرات الابتكارية داخل القارة الإفريقية، وذلك بعد تداولات للموضوع ضمن “الجامعة المفتوحة للداخلة” في ملتقاها الثالث في جوهرة الأقاليم الجنوبية.
الجامعة التي تستمر في يومها الثالث، بحضور جنسيات من مختلف دول العالم، اتفقت ضمن توصيات لها على أن إفريقيا تواجه صعوبات حقيقية في مجالات الذكاء الاقتصادي، في مقدمتها ضعف أنظمة وطنية قوية تعنى بموضوع الابتكار.
وأضاف المجتمعون ضمن توصياتهم أن ضعف التعليم يمنع إفريقيا من تكوين كفاءات ونخب علمية على أعلى مستوى، مشيرين إلى أن سقف الطموحات مرتفع رغم كل العوائق الموجودة.
ولاحظت التوصيات غياب اهتمام حقيقي من الدول بالابتكار، وهذا ما يعكسه عدم وجود تمويل كبير وضعف الروابط بين الجامعة والشركات في مجال الابتكار، منبهة إلى استمرار ضعف الحكامة في البلدان الإفريقية كذلك.
وسجل المصدر ذاته هجرة الأدمغة، مع غياب سياسات عمومية تشجع العلماء الأفارقة وبقاءهم في القارة، ثم عدم وجود تعاون إفريقي في هذا المجال، مؤكدة أن هذه الأمور تجعل الدول الإفريقية في مراتب متدنية على المستوى العلمي والاختراعي.
وطالبت “الجامعة المفتوحة للداخلة” الدول الإفريقية بتقديم إجابات واضحة تتعلق بالأزمة المعرفية الكبيرة التي تعاني منها، واستدراك سوء التنسيق بين الجامعة والشركات، وكذا وقف هجرة الأدمغة نحو الخارج.
ورصد الخبراء من دول إفريقية وأوروبية غياب التنسيق بين الفاعلين في مجال الابتكار داخل القارة، مشددين على ضرورة تجاوز هذا الأمر، والمدخل لن يكون سوى البحث العلمي وطرحه كأولوية قصوى داخل القارة الإفريقية.
وشدد المصدر على أن العالم يشهد تغيرات عديدة تقتضي من القارة الإفريقية التحرك على مستوى المناخ والاقتصاد والطاقة، والانتقال الرقمي والصحة والأمن الغذائي والبنيات التحتية وغيرها.
وأكدت الدورة الثالثة للجامعة ذاتها أن التحدي الكبير خلال السنوات المقبلة هو الرفع من تنافسية ريادة الأعمال في صفوف الشباب والنساء، معتبرة أنها طريقة مثلى لإبقاء الشباب داخل التراب القاري.
وتداول الحاضرون من دول عديدة على امتداد ثلاثة أيام مواضيع تتعلق أساسا بالابتكار والذكاء الاقتصادي، وفي مقدمتها المقاربات الوطنية في هذا الموضوع، والفعل المقاولاتي والتنمية الاقتصادية والمقاولات الناشئة والمقاربة الاجتماعية.
المصدر: وكالات