بعدما أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أول أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، أن مصالح الوزارة التي يتولى حقيبتها قامت، في سبيل تحقيق سياسة القرب وإعادة النظر في التقطيع القنصلي، بإعادة فتح القُنصليتين العامّتين بكل من بنغازي وطرابلس في ليبيا؛ فإن الجالية المغربية في ليبيا تبدو في حالة انتظار لأن تبدأ القنصليتين تقديم خدماتها في الوقت الحالي، لكونها توقفت منذ نحو 10 سنوات بعد العمل الإرهابي الذي تعرضت له سفارة المملكة بجمهورية ليبيا.
وفي يونيو من العام الماضي، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنها أعادت رسميا التمثيل القنصلي إلى الديار الليبية لتسهيل ارتفاق المغاربة المُقيمين هناك؛ فقد عين بوزكري الريحاني قنصلا عاما للمملكة بمدينة طرابلس، وسعيد بنكيران قنصلا للمملكة بمدينة بنغازي، لكن “البداية العملية في استقبال المواطنين لم تتم حتى الآن، رغم أنه كان مقررا أن تتمّ في يناير الجاري وسط تضارب للأنباء”.
تسهيل العبور
محمد جغلاف، مغربي مقيم بليبيا، قال إن “الجميع ينتظر أن تشرع القنصليتان في تقديم خدماتهما؛ بالنظر إلى أن المغاربة المقيمين بمختلف مُدن ليبيا ينتظرون العودة إلى الوطن؛ لأن غالبيتنا هنا انتهت مدة صلاحية جوازات سفرهم”، مؤكدا أن “العديد من جالية ليبيا لم يستطيعوا الذهاب إلى المغرب منذ عشر سنوات، أي منذ وقف العمل القنصلي حينها؛ والحصول على جوازات سفر جديدة بسهولة مع تسريع الإجراءات سيكون حلا مهمّا بالنسبة لمغاربة ليبيا”.
وأوضح جغلاف، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “العمل القُنصلي سيرفع المُعاناة عن هؤلاء المغاربة الموجودين هنا؛ لكونهم يحتسبون الدّقائق والساعات قبل تقديم خدماتها للمواطنين، باعتبار أن خبر إعادة الفتح الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية كان نبأ سارا بعدما فقدنا الأمل، ولكن بدايته ما زالت تثير الكثير من الشعور بالحيف هنا”، مسجلا أن “هناك مغاربة يريدون أن يسجلوا أبناءهم في كنانيش الحالة المدينة أو يحصلوا على بطائق وطنية، وهو أمر ما زال متعثرا، نأمل ألا يبقى في الأسابيع المقبلة”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن “بداية العمل القُنصلي ستسهل إطلاق خط جوي بين طرابلس والدار البيضاء، لكي يصل المغاربة إلى أرض الوطن دون صعوبات في النقل الجوي تحديدا”، داعيا السلطات المغربية إلى “التنسيق بسرعة من السلطات الليبية من أجل أن تكون البداية في الشهر المقبل على أقصى تقدير، حفاظاً على المصالح الشخصية والاجتماعية والإنسانية لآلاف المغاربة الموجودين فوق التراب الليبي”.
تسهيلات تنتظر التعميم
المكي الخريصي، وهو مغربي مقيم أيضا بليبيا، قال إن “هناك تسهيلات بخصوص المغاربة الذين لديهم حالات حرجة، كما تم الترخيص لحمل جثّة”، مؤكداً أن “ما تمّ إخبارنا به هو أن القنصليات ستبدأ، في حدود أواخر فبراير المقبل، تسليم جوازات السفر بحكم بعض الإشكاليات الفنية والتقنية.. ونحن نواجه مشكلة كبيرة بهذا الصدد؛ لأنه مازال متأخرا رغم إبرازنا المعاناة التي تعرضنا لها جراء هذا الإشكال، بحيث واجهنا صعوبة والعديد من المغاربة فقدوا وثائقهم في إعصار درنة”.
وأشار الخريصي، في تصريحه لهسبريس، إلى أن “مغاربة ليبيا يطالبون رسميا ببدء الخدمة القنصلية بإعلان واضح ومعمّم إعلاميّا، لنيل حقوقهم الكاملة وبنوع من المساواة؛ فالعديد من المغاربة يقولون إنهم حصلوا على جوازاتهم التي طالبوا بها خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية”، مبرزا أن “الإعلان تم في مواقع التواصل الاجتماعي من طرف جهات غير رسمية، رغم أن جزءا كبيرا من الجالية لا يعرف التعامل مع هذه الوسائط الجديدة ولا يلجها بانتظام؛ وهو ما حال دون الاستفادة من هذه الخدمة الاستثنائية”.
وإلى ذلك، أورد المتحدث عينه أن “الحاجة اليوم تقف على ضرورة وقف العديد من التجاوزات التنظيمية وتخصيص نوع من المواكبة بالنسبة للمغاربة المقيمين هنا، الذين واجهوا تعقيدات إدارية”، موضحا أن “الملك يخص الجالية بتقدير كبير، ومن حقنا الاستفادة من حقوقنا الكاملة كمغاربة؛ لأن قلوبنا دائماً مع وطننا وأهلنا، ونحتاجُ إلى أن نشعر بالشيء نفسه من طرف الجهات المسؤولة ببلدنا. إن صُعوبات الإحساس بالغربة تستدعي أن يتم فتح هذه القنصليات في أسرع فرصة ممكنة”.
المصدر: وكالات