الخميس 18 أبريل 2024 – 20:15
على هامش زيارة كل من محمود فقر الدين، وزير الداخلية في جزر القمر، والعقيد صويلحي عبد الله رفيق، المدير العام لإدارة الوقاية المدنية بهذا البلد الإفريقي، أمس الأربعاء إلى المغرب، وقّع البَلَدَان اتفاقية تعاون في مجال الوقاية المدنية، همت العديد من الجوانب؛ على غرار تبادل الخبرات والدعم الفني، بالإضافة إلى التدريب والتكوين.
وستتفتح هذه الاتفاقية الباب أمام تدريب وتكوين المزيد من الطلبة الضباط في هذا البلد الإفريقي في مدارس الوقاية المدنية بالمملكة المغربية؛ فقد أشارت المديرية العامة للوقاية المدنية القمرية، في منشور لها بهذه المناسبة، إلى أن المغرب يقوم حاليا بتدريب 8 ضباط للإطفاء، من المتوقع أن يعودوا إلى بلدهم في يوليوز المقبل بعد إنهائهم 24 شهرا من التدريب.
تفاعلا مع الموضوع ذاته وجوابا على سؤال لهسبريس حول الأسباب المفسرة لثقة الدول الإفريقية في المغرب لتكوين أطرها العسكرية وشبه العسكرية، قال هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية، إن “هذه الثقة مرتبطة بالكفاءة المهنية للأطر المغربية ومحتوى التكوين الحربي والأمني للمؤسسات المغربية، بالإضافة إلى المصداقية التاريخية للمغرب في بناء أواصر الثقة السياسية مع الدول الإفريقية”.
وسجل الباحث في الشؤون الاستراتيجية أن “المميزات الأكاديمية والمهنية لمختلف المدارس العسكرية وشبه العسكرية المغربية جعلت من القيمة التكوينية للإطار الحربي والأمني الحاصل على إحدى درجاتها أو شهاداتها مرجعية كبيرة على مستوى الساحة العسكرية الإقليمية والقارية”.
وأضاف معتضد أن “التوجه المغربي الاستراتيجي والتاريخي نحو إفريقيا وشعوبها خاصة، ينسجم وحرص القيادة في الرباط على وضع كل الآليات الممكنة تحت خدمة الأطر الإفريقية، بما فيها العسكرية وشبه العسكرية والأمنية، من أجل تكريس المقاربة التعاونية جنوب-جنوب، التي يحرص المغرب على تبنيها للاستجابة لتطلعات الشعوب الإفريقية وأطرها للدفع بالنهضة التنموية لإفريقيا من أجل تحقيق أهدافها”.
وسجل المتحدث ذاته أن “اختيار الدول الإفريقية إرسال ضباطها إلى المغرب من أجل التكوين يعكس مدى الثقة السياسية والتقدير التاريخي التي تكنه أنظمة هذه الدول للمؤسسات المغربية وأطرها، بالإضافة إلى اعترافها بجودة التأطير المغربي ومتانة هيكلته الأكاديمية على المستوى العسكري والأمني”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر يساهم في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الرباط وعواصمها، ويدفع بالعلاقات الثنائية بين المغرب وهذه البلدان إلى تقوية منصة الثقة السياسية والدفع بالرؤية المشتركة بينهما إلى مزيد من البناء المستدام في مختلف القطاعات المحورية والحيوية المتبادلة”.
وخلص الباحث في الشؤون الاستراتيجية إلى أن “توجه الأطر العسكرية والأمنية الإفريقية نحو التكوين الأكاديمي والمهني في مختلف المدارس العسكرية وشبه العسكرية المغربية يتيح لهم فرصا كبيرة للتعرف عن قرب على النظام العسكري والأمني المغربي، بالإضافة إلى تمكينهم من الظفر بخبرات عملياتية وتكتيكية تمكنهم من بناء تصورات جديدة ومتجددة للمؤسسات الحربية بعد الرجوع إلى بلدانهم”.
المصدر: وكالات