يتفاجأ الزائر إلى المدينة الناظور، لاسيما أماكنها السياحية كالرصيف البحري (الكورنيش) والمقاهي والمطاعم المصطفة على طوله، بأعداد توصف بأنها “كثيرة” للمتسوّلين من مختلف الأعمار، أغلبهم أطفال وقاصرون.
وعاينت هسبريس خلال جولة بالمدينة تنقّل المتسوّلين في مجموعات واقترابهم بشكل متكرّر ومتواتر من الزوار من أجل طلب دراهم، أو استجداء الجالسين بالمقاهي والمطاعم لمدهم بوجبات أو مشروبات.
ووفق ما أكده فاعلون سياحيون بالمدينة لهسبريس، فإن التسوّل خلال الشهر الحالي الذي يشهد توافد أعداد متزايدة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أخذ أبعاداً أكثر خطورة، وتحوّل إلى نشاط تجاري بالنسبة للعديد من مزاوليه الذين وصفوهم بأنهم ينشطون ضمن “شبكات”.
وأكد هؤلاء الفاعلون السياحيون أنه فضلاً عن متسوّلي النقود بشكل مباشر، تعرف المدينة تنامياً “مقلقاً” لمن يتظاهرون ببيع المناديل أو الورود، والأشخاص الذين يرتدون بذلات على شكل أبطال سلسلات رسوم متحرّكة مفضّلة لدى الأطفال.
وأشاروا إلى أن هذه الفئة لا تكتفي بعرض “ما تبيعه” عند اقترابها من الزائر، بل تلح في طلب دريهمات منه وإن لم يرغب في اقتناء معروضاتها، ما يتسبّب في إزعاج السياح ونفورهم والمساهمة في خلق صورة سلبية عن المدينة لدى الراغبين في زيارتها لأول مرة.
في السياق ذاته، أكدت مصادر هسبريس أن السلطات الأمنية المنتشرة بالمدينة لتأمين العطلة الصيفية وتسهيل تنقل المواطنين والعربات، تُباشر في الأيام الأخيرة، بين الفينة والأخيرة، حملات واسعة لردع نشاط المتسولين.
وتعمل عناصر أمنية على منع الأطفال المتسولين من الاقتراب من سيارات الزوار عند توقفها في الإشارات الضوئية، موازاة مع عمل عناصر أخرى، لاسيما في الفترة الليلية، على تنقيط والتحقق من هوية ممارسي بعض الأنشطة التي يشتبه في “تغليفها بالتسوّل”.
ويجرم القانون الجنائي المغربي التسول ويعاقب بـ”الحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر من كانت لديه وسائل التعيش أو كان بوسعه الحصول على عمل بأية وسيلة مشروعة لكنه تعود ممارسة التسول في أي مكان كان”.
كما يعاقب بـ”الحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة كل متسول، حتى لو كان ذا عاهة أو معدما، استجدى باستعمال التهديد أو التظاهر بالمرض، أو تعود استصحاب طفل صغير أو أكثر من غير فروعه، أو الدخول إلى مسكن أو أحد ملحقاته دون إذن من مالكه”.
كما يعاقب بالعقوبة المشار إليها أعلاه “من يستخدم في التسول صراحة أو تحت ستار مهنة أو حرفة ما أطفالا يقل سنهم عن 13 سنة”.
المصدر: وكالات