بددت التساقطات الثلجية الأخيرة شبح الجفاف الذي أنهك العديد من المناطق القروية خلال السنوات الماضية بفعل تراجع الموارد المائية السطحية والباطنية، مما أثلج صدر الفلاحين الذين عانوا كثيرا.
وتفاءل سكان المناطق الجنوبية والشرقية للمملكة بكميات الثلوج المهمة التي سترفع المخزون المائي المتضرر من تبعات التغير المناخي، الأمر الذي سيؤدي إلى إنعاش الزراعات المحلية التي يعول عليها الفلاحون لكسب قوتهم المعيشي.
ورغم المخاطر المرتبطة بها في العالم الجبلي، إلا أن الأسر ابتهجت بتهاطل الثلوج التي تعود بالنفع على الكلأ الطبيعي للمواشي، خاصة أن ندرة التساقطات المطرية تسبب في ارتفاع أسعار العلف، ما دفع الحكومة إلى دعم الفلاحين ومربي الماشية بشكل مؤقت في العام الفارط.
ومع ذلك، سجلت فعاليات بيئية أن الثلوج لن تكسر حدة الجفاف في المناطق الصحراوية، مرجعة الأمر إلى تراجع المخزون المائي السطحي والباطني طيلة الموسمين الماضيين، ما يتطلب تساقط الأمطار بوتيرة مكثفة لإنقاذ الموسم.
وتعرف المملكة وضعية مائية حرجة مردها إلى توالي سنوات الجفاف، وهو ما أدى إلى تراجع حقينة السدود الكبرى والمتوسطة التي تزود الأسر بالماء الصالح للشرب، ما دفع الجماعات الترابية إلى خفض صبيب الماء الشروب خلال فترات الصيف.
محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، قال إن “المنخفض الجوي حمل معه الثلوج إلى الجهات الجنوبية والشرقية للمملكة، الأمر الذي سيسهم بالتأكيد في إنعاش حقينة السدود بصفة جزئية في الأسابيع المقبلة”.
وأضاف بنعبو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “فترات الجفاف الماضية أثرت بالسلب على الأحواض المائية بهذه المناطق. وبالتالي، فإن كميات الثلوج المتهاطلة من شأنها إغناء الفرشة المائية السطحية”.
وأردف الخبير البيئي بأن “الثلوج هي الخزان الطبيعي للمياه، ما سيرجع بالفائدة على السدود والمجاري المائية، خاصة بالنسبة للكسابة الذين تضرروا كثيرا من ارتفاع أسعار الكلأ في ظل ندرة التساقطات المطرية خلال المواسم السابقة”.
وذكر بنعبو أن “الثلوج سيكون لها تأثير إيجابي على المراعي”، آملا أن “يتواصل هطول الثلوج والأمطار في الأيام القادمة لتدعيم المخزون الاستراتيجي من المياه الصالحة للشرب”.
المصدر: وكالات