ضمن منشورات 2022، صدر عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كتاب للدكتور جواد التباعي حول تراث وتاريخ ومقاومة قبائل آيت حركات أكلموس خلال القرنين 19 و20.
يطمح التباعي أن يكون هذا الكتاب الأول من نوعه بالمنطقة أرضية لمشروع موسوعة مونوغرافية توثق جزءا من ذاكرة مجموعة قبائل “آيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ”، أهم مجموعات اتحادية زيان، حتى تبقى محفوظة للأجيال القادمة، ومنطلقا للباحثين والمهتمين للتعمق في العديد من القضايا التي يثيرها الكتاب دون أن يقدم فيها أجوبة قطعية في إطار الاستفزاز المعرفي الإيجابي.
وجاء الفصل الأول من الكتاب في شكل لمحة جغرافية عن مجال أَكْلمُوسْ وباديتها من خلالها مجال الدراسة والمناخ والتربة والغطاء النباتي والشبكة المائية، مع التركيز على السد التلي عين ثُورتُوتْ.
وبسط التباعي في الفصل الثاني نبذة تاريخية عن اتحادية زيان في مبحثين، قدم في المبحث الأول نبذة عن التقسيمات القبلية انطلاقا من النموذج الزياني، تطرق فيه لمكونات القبيلة (الخيمة، الريف، أسون (الدوار)، العظم (إغصْ)، القبيلة، أكراو (اللف)، العشيرة، وصولا إلى اتحادية القبائل)، وتتبع الكاتب في المبحث الثاني الأصول التاريخية لبلاد وقبائل زيان منذ ما قبل التاريخ حتى الزمن الراهن، قبل أن يعرج على إشكالية التسمية لدراسة أبرز تقسيمات الاتحادية.
واختار المؤلفُ للفصل الثالث “في طوبونيميا أبرز معالم مجال أَكْلمُوسْ” عنوانا، تطرق فيه لأسباب تسمية أبرز المعالم الجغرافية لمجال آيت حَرْكَاتْ أكلموس بتسمياتها الحالية من قبيل أزاغار، أكلموس، تُورْ زْيَانْ، ومَنْتْ، والسياق التاريخي لظهور قصبة هاته الأخيرة، ووضعيتها الحالية، واقترح بعض سبل تثمينها.
ودرس في الفصل الرابع “خصائص قبائل مجموعة آيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ” من خلال ستة محاور: تطرق في الأول لخصائص قبيلة آيت مْعِيْ، بصفتها أكبر قبائل المجموعة. ودرس في الثاني خصائص قبيلة إٍهْبَّارْ، بصفتها أقدم قبائل المجموعة. وحاول في المبحث الثالث رصد خصائص قبيلة آيت بُومزُوغْ، أغنى قبائل المجموعة.
ورصد المؤلف في المبحث الرابع أبرز خصوصيات آيت حَدُو حَمُو، أصغر قبائل الاتحادية، معرجا في المبحث الخامس على السياق التاريخي لبروز عائلة إمحزان، وتشكل دواويرها بمَنْتْ (دوار الباشا ودوار أمْهرُوقْ)، بينما تطرق في المبحث السادس لحضور آيت عْمَرْ بأراضي آيت حَرْكَاتْ.
وجاء الفصل الخامس بعنوان “جوانب من الحياة اليومية لآيت حَرْكَاتْ أكلموس بين تأسيس خنيفرة وظهور مركز أَكْلمُوسْ” في أربعة مباحث: تناول المبحث الأول جوانب من الحياة الاقتصادية بآيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ بين تأسيس خنيفرة وظهور مركز أَكْلمُوسْ، خاصة الزراعة، استغلال المعادن، الصنائع والتجارة، والنظام الضريبي.
وتطرق المبحث الثاني للرعي والانتجاع كنمط عيش للحَرْكَاتْيين. أما المبحث الثالث فركز على جوانب من الحياة والاجتماعية بآيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ بين تأسيس خنيفرة وظهور مركز أَكْلمُوس، وبدأ بمكونات المجتمع الحَرْكَاتْي، بما في ذلك الحضور اليهودي والنصراني بالمنطقة. وانتقل بعدها لدراسة بعض مميزات تدين الحَركْاتيِينْ ومكانة “الطاْلبْ” في مجتمعهم منذ القديم وحتى ظهور المدارس العصرية، وختمه بتقديم نبذة عن خصوصيات السكن القروي بالمنطقة.
وجاء الفصل السادس لرصد ظواهر الولاية والصلاح الكنزين بمجموعة آيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ في مبحثين، جاء أولهما رصدا مونوغرافياً لأبرز أضرحة مجال آيت حَرْكَاتْ أكلموس وخصوصيات كل منها، ودرس الأدوار الدينية والتعليمية لزاوية بريَاخْ كنموذج لزوايا مجال الدراسة، قبل أن يرصد المبحث الثاني ظاهرة الكنزيين، التي وجدت المجال الخصب للتطور والانتعاش في تاباينوت، وخْنِيكْ الدفَةْ وبعض المغارات المحيطة بمركز أكلموس.
وتناول الفصل السابع بالدراسة والتحليل “أسواق آيت حَرْكَاتْ.. التاريخ والمكانة الثقافية والاقتصادية” في محورين: حاول في المبحث الأول إبراز أدوار أسواق آيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ، ومميزاتها قبل وخلال عهد الحماية. ليرصد في المبحث الثاني التحولات التي جعلت أسواق آيت حَرْكَاتْ تجتمع في سوق سبت أكلموس بعد الاستقلال، ويدرس مظاهر استمرارية ريادة مجال الدراسة في المجالين الثقافي والاقتصادي.
وتطرق البحث في الفصل الثامن لأبرز مظاهر مقاومة آيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ للمستعمر في محورين: تناول الأول مظاهر مقاومة قبائل أَكْلمُوسْ للمستعمر خلال مرحلة المقاومة المسلحة (1914-1934)، ودرس المبحث الثاني جوانب مهمة من مقاومة قبائل أَكْلمُوسْ بين ثورة 1953 و1956.
وجاء الفصل الأخير بعنوان “التراث الفني ونماذج من المؤهلات السياحية بمجال آيت حَرْكَاتْ أَكْلمُوسْ” في محورين أيضا: تطرق أولهما لجوانب من التراث الفني بآيت حَرْكَاتْ أكلموس، مع التركيز على نموذج حماد نمينة، وهمس المبحث الثاني في آذان المسؤولين بضرورة النهوض بالمجال السياحي بالمنطقة، من خلال تقديم نماذج من المؤهلات السياحية لأَكْلمُوسْ وباديتها.
وذيل الدكتور جواد التباعي عمله هذا بكشاف لأهم المصطلحات والأعلام المكانية الواردة فيه، وجاءت الخاتمة على شكل مقترحات وتوصيات لتثمين وتطوير عدد من المجالات.
المصدر: وكالات