لم تثن قساوة البرد التي تعرفها مدينة وجدة، ليلة الأربعاء، جماهير الكرة عن الاحتفال بتأهل المنتخب المغربي إلى دور الـ16 من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 بالكوت ديفوار، إذ خرج المئات من الوجديين إلى الشوارع مباشرة بعد إعلان نهاية المقابلة، التي جمعت “أسود الأطلس” بـ”الرصاصات النحاسية” وانتهت بهدف مقابل لا شيء لصالح المنتخب المغربي.
ورغم أن صافرة النهاية للحكم الغابوني تاتجي مبيامي كانت في وقت متأخر (الحادية عشرة ليلا بتوقيت غرينيتش+1)، فإن مُساندي “أسود الأطلس” أبوا إلا أن يعطّلوا كل قوانين السير والجولان في شارع محمد الخامس، القلب النابض للمدينة الألفية، والذي أضحى هذه الليلة مسرحا خاصا للفرحة بالنسبة للمشجعين بمباركة من السلطات.
وشكّل وسط المدينة وأحياء القدس والأندلس ولازاري، حيث تتراص المقاهي المذيعة لمباريات المنتخب المغربي، نقاط تلاق للجماهير قبل أن تتحرك في مسيرات مصحوبة بشعارات رياضية وأهازيج احتفالية لما يزيد عن الساعتين، في مشهد لا يتكرّر كثيراً، يؤثثه العلم الوطني وأقمصة “الأسود” بشكل لافت.
وردّد المحتفلون، نساء ورجالا، شبابا وشيوخا، بصوت واحد، وطيلة ما يزيد عن ساعتين بعد انتهاء المباراة، شعارات وأهازيج احتفالية من قبيل: “مبروك علينا هادي البداية وما زال ما زال”، مصحوبة بإيقاعات موسيقية ومنبّهات السيارات، فيما دعا آخرون المنتخب إلى الاستعداد للقاء المقبل أمام جنوب أفريقيا.
وبالموازاة مع الأجواء الاحتفالية، عاينت جريدة هسبريس حضورا أمنيا مكثفا على مستوى التقاطعات والمدارات الطرقية لتنظيم حركة السير والجولان، وحث السائقين المتجهين صوب هذه الشوارع والأحياء على تغيير وجهتهم تفاديا للاحتقان وتوقف حركة السير في المدينة.
وتحدّث المحتفلون لهسبريس عمّا وصفوها بـ”مباراة استعادة الأنفاس والثقة” بعد الصعوبة التي واجهوها أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، الأحد الماضي، مبرزين أن لاعبي المنتخب المغربي تأثروا في المباراة السابقة بالمناخ النهاري الصعب، الذي لن يعترض طريقهم في الأدوار المقبلة، على اعتبار أن جميع المقابلات ستتم في الليل.
من جانب آخر، دعا مشجعون “أسود الأطلس” إلى إظهار فاعلية كبرى خلال الأدوار المقبلة، إذ تحدّث أحدهم عمّا وصفه بـ”إشكالية” ضياع الفرص أمام مرمى الفرق الخصم، مشددا على ضرورة عمل الفريق التقني على تصحيح أخطاء المباريات الثلاث السابقة لضمان الفوز باللقب الثاني في تاريخ المنتخب المغربي.
وتمكّن المنتخب المغربي من حسم المباراة لصالحه بعد دك حكيم زياش هدفا في مرمى المنتخب الزامبي في الدقيقة 37 قبل عمل زملائه على الحفاظ على النتيجة طيلة الدقائق المتبقية، مما أهلهم إلى الدور الثاني متصدّرين مجموعتهم، الأمر الذي يمنحهم عدة امتيازات، أبرزها 5 أيام راحة قبل مواجهة جنوب أفريقيا الثلاثاء المقبل.
المصدر: وكالات