تدرس جماعة الدار البيضاء الحد من عدد السيارات في مركز المدينة، ووقف الازدحام الذي تعرفه طرقاتها؛ وذلك من خلال تشجيع العمل بتطبيق ذكي عبر الهاتف، يتيح إمكانية مشارك البيضاويين للرحلات.
وتسعى العاصمة الاقتصادية، وفق برنامج عملها، إلى إحداث تطبيق ذكي للهاتف المحمول أو استخدام منصة قائمة، بهدف مشاركة الرحلات اليومية للمستخدمين وربط مستخدمي السيارات والركاب المحتملين.
ومن شأن هذا التطبيق الذي سيشتغل على غرار ما يعرف بخدمة “الكوفواتراج” للتنقل، وفق برنامج العمل، التقليل من حركية مرور السيارات، عبر جعل “السيارات المشتركة” حلا يقلل من عددها بالطرقات.
كما تسعى الجماعة، من خلال هذا التطبيق الذكي، إلى جعل البنية التحتية للطرق مربحة وتحسين إدارة الطرق وموقف السيارات الحضرية، ناهيك لما لذلك من إسهام في تجنب المزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وسيتم، عقب المصادقة على برنامج العمل، الشروع في التشاور مع شركة “الدار البيضاء للنقل” لتحديد الاحتياجات والمعايير لاختيار مشغل مشاركة السيارات، مع إحداث شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء رقمية”.
وخصصت جماعة الدار البيضاء، في إطار تنزيل حلول التنقل الأخضر، ميزانية تقدر بحوالي مليون درهم تصرفها العاصمة الاقتصادية على مدار سنتي 2024 و2025، من أجل توفير التطبيق المذكور.
ومن شأن خروج هذا التطبيق أن يضع جماعة الدار البيضاء في مواجهة مباشرة مع أصحاب سيارات الأجرة بصنفيها الصغيرة والكبيرة، الذين يرفضون وجود التطبيقات الذكية في نقل المواطنين ويخوضون احتجاجات باستمرار ضدها.
في هذا الصدد، عبر مصطفى الكيحل، الكاتب الوطني للمكتب النقابي للنقل الطرقي بالمغرب، عن رفضه “كل ما يمس بقطاع سيارات الأجرة، والتي لا يمكن السكوت عنها”، مشيرا إلى أن أي مشروع للنقل والتنقل لم تتم فيه استشارة المهنيين المعنيين به يعتبر إقصاء لمن يؤدي خدمة عمومية.
ولفت الفاعل النقابي في قطاع النقل، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يؤجج الوضع ويؤزم العلاقة بين القطاع وبين المجلس الجماعي للدار البيضاء، مؤكدا أنه سيؤدي إلى احتقان كبير.
وأردف المتحدث نفسه: “نحن نحارب ظاهرة النقل السري عبر التطبيقات، وإن دخلت مؤسسة الجماعة على الخط، فإن ذلك سيؤدي إلى اختناق”، مضيفا: “إن أراد المجلس الحد من عدد السيارات وسط المدينة، فنحن نرفض أن يقوم بتحسين صورته على حساب قطاع سيارات الأجرة المتضرر من مشاريع المجلس”.
وتعرف مدينة الدار البيضاء صراعا قويا بين أصحاب سيارات الأجرة والمشتغلين في النقل عبر التطبيقات الذكية، إذ وصل إلى مواجهات عديدة في الطرقات بسبب لجوء “الطاكسيات” إلى “براكاج” سائقي السيارات التابعة لبعض التطبيقات.
المصدر: وكالات