يواصل حزب العدالة والتنمية، إطلاق مشاورات فكرية وسياسية، هدفها إعادة تحيين برنامجه العام، وإخضاعه للتقييم، على شاكلة حوار داخلي، بعد تجربة الحوار الداخلي قبل مرور أزيد من أربع سنوات على الحوار الموسع.
لكن اللافت في لقاء تحيين البرنامج العام، هذه المرة هو أنه يأتي بعد الفشل الذريع للحزب في انتخابات الثامن من شتنبر 2021، والتي تبقى في نظر قياداته « غير مفهومة وغير منطقية »، فهو حوار يأمل القائمون عليه تمهيد الطريق سالكة لمن سيخلف عبد الإله ابن كيران الأمين العام للحزب، رغبة في حسم الخلافات وإيجاد نقط التقاء، بين صقور الحزب وحمائمه، قبل حلول موعد مؤتمره الوطني التاسع التي تجري ترتيبات انعقاده على قدم وساق.
ولهذا الغرض، دخل جزء من قيادات الحزب من الصف الأول والثاني في شبه خلوة تنظيمية نهاية الأسبوع الجاري، بإشراف من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع، التي يرأسها ادريس الأزمي قيادي الحزب والوزير السابق في الميزانية.
تم الاتفاق على إجراء تحيين البرنامج العام وإخضاعه للتقييم، انطلاقا من إلقاء ومناقشة مجموعة من العروض ستتطرق لجملة مواضيع، سيكون من أبرزها ما هو مخصص للهوية والمرجعية الفكرية والهوية والأصول المنهجية والمقاصد الإصلاحية لحزب العدالة والتنمية، وجزء آخر سيخصص للتوجهات المميزة للحزب في القضايا المجتمعية (قضايا القيم، الأسرة، اللغة، التعددية، الثقافة،…).
فيما سيتم مناقشة المقاصد والمنطلقات والقضايا المرتبطة بالإصلاح السياسي والديمقراطي وقضايا الحقوق والحريات ورهان الجهوية، وفقا لما أفاد به الأزمي، رئيس اللجنة التحضيرية، إضافة إلى مناقشة الأسس والتوجهات والاختيارات التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
لقاء حزب العدالة والتنمية، سيكون محصورا على نخبة من قادته البارزين على ما يبدو، يحضره بالإضافة إلى المكلفين بالعروض والتعقيبات، أعضاء الأمانة العامة للحزب، واللجنة التحضيرية، والإدارة العامة للحزب، والكتاب الجهويون للحزب، وبعض الكتاب الإقليميين.
تزامنا مع لقاء تحيين البرنامج العام للحزب، الذي يحضره قيادات وازنة ومعروفة قادت تجارب سابقة في الإشراف على المراجعات الفكرية لـ »البيجيدي » من قبيل مصطفى الخلفي الوزير السابق، وعضو الأمانة العامة للحزب، الذي أشرف فكريا ومنهجيا على تحرير العديد من وثائق الحزب ومذكراته، بادر محمد يتيم، القيادي البارز والوزير السابق الذي يوصف بمنظر الحزب الأول ومفكره إلى جانب المقرىء الإدريسي أبوزيد وآخرين، إلى نشر مقالات متتالية هذه الأيام، تحت عنوان « من تحدي المشاركة السياسية إلى إدارة الشأن الداخلي »، يعيد فيها يتيم بسط وجهة نظره الفكرية حول تجربة المصباح السياسية والتنظيمية، وهو كان ساعتها قريبا من مربع الحكم، خلال ولايتين حكوميتين متتاليتين، وعبر تجربة للشأن المحلي منحته حق الامتياز بعد الاكتساح الانتخابي غير المسبوق في قيادة مدن كبرى ومجالس جهات وازنة، ونجاح مرشحيه في اختراق السد المنيع والظفر برآسة مجالس قروية .
يتيم الذي يوضع بين المقربين إلى الأمين العام السابق سعد الدين العثماني، هو الحاضر البارز في لقاء تحيين البرنامج العام للحزب، يرصد أيضا وهو يعيد قراءة تجربة العدالة والتنمية، « المنجزات والمكتسبات ومكامن الخلل والإخفاقات، رغبة منه في تقديم تصور سياسي جديد ربما يعيد قراءة تجربة الإسلاميين بعيون أصحابها بعيدا عن الصراعات التنظيمية.
المصدر: وكالات