في محاولة منها لتبرير النكسة التي مُنيت بها داعمتها جنوب إفريقيا إثر فشلها في حصد مقعد رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمام المغرب، اعتبرت جبهة “البوليساريو” الانفصالية، على لسان ممثلها في جنيف، أن “تصويت أعضاء المجلس الأممي لصالح الترشيح المغربي كان على أساس سياسي وجيوسياسي وليس على أساس حقوقي”.
وأشار ممثل جبهة “البوليساريو” الانفصالية في جنيف إلى أن فشل بريتوريا في حشد أصوات الدول الأعضاء في هذه الهيئة الحقوقية الأممية كان “نتيجة الضغوط التي مارستها بعض القوى النافذة لقطع الطريق أمامها”، بسبب مواقفها من إسرائيل و”رفعها لواء المرافعة عن حقوق الشعوب والقضايا العادلة منها الشعب الفلسطيني”.
وفي وقت تتفنن فيه الجبهة الانفصالية في تبرير كل فشل ذريع تتكبده تارة باتهام مجلس الأمن بـ”التواطؤ” ضدها وتارة أخرى باتهام دول بعينها بـ”خيانتها”، يبدو أن الجبهة لم تعد تجد أي حرج المتاجرة بمآسي الشعوب “المستضعفة” وتوظيف قضاياها لتبرير عدم قدرتها هي والدول الداعمة لها في مجاراة السرعة السياسية التي انطلق بها المغرب في تثبيت سيادته على أراضيه ومراكمة المنجزات الدبلوماسية والاقتصادية والتنموية؛ وهو ما اعتبره متتبعون “إفلاسا سياسيا للمعسكر الانفصالي”، ومجرد محاولات يائسة لتقويض هذه السرعة المغربية.
خيبة كبيرة وإفلاس سياسي
محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، قال إن “محاولة “البوليساريو” تبرير فشل رعاة المشروع الانفصالي في منافسة المغرب والوصول إلى رئاسة مجلس حقوق الإنسان الأممي ما هو إلا أثر من آثار الصدمة التي تلقاها هؤلاء الرعاة وخيبة أملهم الكبيرة في هذا الصدد، خاصة بعد رهانهم الكبير على تولي هذا المنصب”.
وأضاف عبد الفتاح أن “المعسكر الانفصالي إنما يحاول تبرير هذا الفشل من خلال التسلق على قضايا عادلة، كقضية الشعب الفلسطيني؛ وهو ما يشكل إساءة فادحة وتمييعا لهذه القضية العادلة عبر توظيفها سياسويا”، موضحا أن “رئاسة المغرب أعلى هيئة أممية حقوقية شكلت انتكاسة كبيرة لخصوم الرباط وأعداء وحدته الترابية الذين نزلوا بكل ثقلهم السياسي والدبلوماسي والإعلامي لمحاولة عرقلة التصويت لصالح المملكة قبل أن يفشلون فشلا ذريعا ترجمه فارق الأصوات الكبير ما بين الرباط وبريتوريا”.
وخلص رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح لهسبريس، إلى أنه “لا يوجد ضرب ومتاجرة بنضالات الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة أكثر من هذا الذي تعكف عليها “البوليساريو” وداعميها، الذين يقتاتون على جروح الفلسطينيين ويوظفونها في حرب العدائية ضد المملكة المغربية؛ وهو ما يدل على الإفلاس السياسي لكل خصوم الرباط”.
محاولة يائسة وكلام مردود
من جانبه، قال علي بيدا، رئيس الفرع الجهوي لـ”المركز الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بجهة العيون الساقية الحمراء”، إن “توالي الهزائم الدبلوماسية للجبهة الانفصالية ولد لديها إحباطا كبيرا؛ وهو ما نستشفه من تصريحات مسؤوليها الذين يحاولون بشكل أو بآخر اعتبار أن المغرب تم انتخابه رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بمعايير سياسية وجيوسياسية بدلا من المعايير القانونية، بهدف عدم وصول جنوب إفريقيا إلى المنصب؛ وبالتالي تجنب إدانة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، في محاولة يائسة منها للزج بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وربطه بفوز المغرب الذي تم بتصويت شرعي وعادل”.
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “تصريحات المسمى بممثل “البوليساريو” في أوروبا لا تعدو كونها زوبعة في فنجان المراد منها لفت انتباه العالم المتعاطف مع القضية الفلسطينية ومحاولة الزج بالمغرب كطرف في هذا النزاع من خلال التأثير على صورته أمام الشعوب العربية والإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية أساسا وحقا عادلا لا رجعة فيه مثلما يعتبرها المغرب كذلك”.
ولفت رئيس الفرع الجهوي لـ”المركز الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بجهة العيون الساقية الحمراء” إلى أن “تصريحات قيادات الجبهة الانفصالية مردودة عليها في هذا الصدد؛ ذلك أن مواقف المملكة المغربية التي صدرت، منذ بداية الحرب في غزة، خير دليل على ذلك والتي جاءت رافضة للتصعيد العسكري والاستهداف المُمنهج للمدنيين من كلا الجانبين ضمنتها في بلاغات أو تصريحات شديدة اللهجة، والتي حمّلت من خلالها المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه وعجز مجلس الأمن الدولي في وقف هذه الحرب التي تهدد الاستقرار العالمي. كما أكدت أن العدوان الإسرائيلي هو انتهاك لكل القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي الإنساني”، مسجلا أن “هذه المواقف الصريحة والواضحة للمملكة المغربية هي خير جواب لهؤلاء الانفصاليين الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر بمحاولة إظهار تواطؤ المغرب مع العدوان على غزة”.
المصدر: وكالات