من المرتقب أن يعقد مجلس الأمن، يوم 19 أبريل الجاري، جلسة مغلقة لمناقشة مستجدات الوضع وتطورات النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية، يستعرض فيها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، آخر تطورات الملف.
وقام دي ميستورا، المقيم في بروكسل، بإجراء اتصالات دبلوماسية في نيويورك خلال الأيام الأخيرة، مؤكّدا أنه سيظل دائما في استماع لكل المقترحات، دون أن يكشف عن خطّته لإخراج ملف الصّحراء من الجمود.
وتتمثّل العقبة الأساسية أمام دي ميستورا في إعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجزائر والمغرب، حيث تتشبّث الرّباط بضرورة حضور الجزائر كطرف أساسي في النزاع، وليس كمجرد مراقب.
ويحث دي ميستورا على استئناف العملية السياسية، المتمثلة في المشاورات بين المبعوث الشخصي للأمين العام والمغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، بناء على التقدم المحرز.
ووجه المسمى “ممثل جبهة البوليساريو في نيويورك” رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي، يدعو فيها الدول الأعضاء إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع المغرب.
نبيل الأندلسي، محلل سياسي باحث في العلاقات الدولية، نبه إلى أن “جبهة البوليساريو، المدعومة من طرف النظام الجزائري، تمارس بعض الضغوط والتشويش لكسب الدعم لأطروحتها الانفصالية التي باتت معزولة إقليميا ودوليا وغير مرحب بها بين عموم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.
وشدد الأندلسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “دعوة البوليساريو الأمم المتحدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع المغرب، تدخل في هذا الإطار، بعد توالي القرارات الأممية التي تجعل من الجزائر طرفا رئيسيا لحل النزاع المفتعل، ومطالبتها بتحمل مسؤوليتها المباشرة عبر آلية الموائد المستديرة”.
واعتبر المحلل السياسي ذاته أن “الجزائر ليست طرفا رئيسيا في النزاع فحسب، بل هي أحد طرفي النزاع، هي والمغرب، على اعتبار أن جبهة البوليساريو لا تملك في الحقيقة قرارها، وكل ما يصدر عنها لا يعدو أن يكون تنفيذا لقرارات تخرج من مطبخ المخابرات الجزائرية لا تملك قيادتها رفضها أو الامتناع عن تنفيذها”.
وختم الأندلسي تصريحه بإبراز أن “الجزائر تريد أن تكون فاعلا من وراء ستار، وأن تتكلف البوليساريو بتنفيذ قراراتها، وهذا ما يرفضه المغرب وبات واضحا وجليا للمنتظم الدولي، وهو ما عبرت عنه قرارات الأمم المتحدة الأخيرة بكل وضوح، عبر اعتبار الجزائر طرفا رئيسيا في المحادثات بشأن حل المشكل المفتعل”.
المصدر: وكالات