عاد من جديد إبراهيم غالي، زعيم تنظيم “البوليساريو” المسلح المدعوم من الجزائر، لـ”تهديد” الأراضي المغربية بالحرب، وهاته المرة ستكون شاملة “برا وبحرا وجوا”.
تهديدات غالي جاءت خلال اختتام ما يسمى بـ “الجامعة الصيفية” المنعقدة بمدينة بومرادس الجزائرية، التي لم تعرف حضور أي وفد أجنبي أو حتى من قبل الحكومة الجزائرية نفسها، في تكريس واضح لـ”العزلة” التي يعرفها التنظيم المسلح.
غالي “صعد” من لهجته هاته المرة، داعيا إلى “شن حرب شاملة ضد الأراضي المغربية، ولو من خلال طرق مستحيلة، كالبحر مثلا”، الذي لا يعرف فيه التنظيم المدعوم من الجزائر أي تواجد على الإطلاق.
وبعد أن استنفدت البوليساريو سياسة “البلاغات الحربية الوهمية” منذ تحرير معبر “الكركرات”، التي لم يعد يستطع أي متتبع إحصاء عددها، توجه غالي إلى “سياسة التصعيد الخطابي” عبر توجيه “سهام النقد” إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وكذا إلى حكومات ذات سيادة، على غرار حكومة إسبانيا التي ما زال “يستغرب” موقفها الداعم للحكم الذاتي.
وفي الوقت الذي “يعاني” فيه محتجزو مخيمات الرابوني من “الجوع والعطش” و”احتقان شعبي غير مسبوق” وسط دوامة من حرب عصابات التهريب والمخدرات، يختار زعماء التنظيم المسلح “قضاء فصل الصيف على حساب السلطات الجزائرية، مستغلين الفرصة لتجديد خطاب العداء للمملكة”.
آخر الأوراق
محمد نشطاوي، خبير في العلاقات الدولية، يرى أن “هاته هي آخر الأوراق التي تستخدمها جبهة البوليساريو، زيادة على إقحام الشباب المحتجزين بالمخيمات في دوامة الحرب، وخطاب العداء للمملكة”.
وقال نشطاوي، في تصريح لهسبريس، إن “هذا الأمر يبين إلى أي حد بلغ الفشل الذي يعيش فيه تنظيم البوليساريو المدعوم من الجزائر، سواء من خلال إدارة شؤون المخيمات أو من خلال السياسة الخارجية”.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن “البوليساريو تحاول تبيان وجود خطة واستراتيجية لشن حرب ضد المغرب، وهي مناورة اعتاد عليها المنتظم الدولي ولم تعد تشكل شيئا جديدا”.
وبحسب المتحدث عينه، فإن “الهلوسة التي يعيشها هذا التنظيم دفعته إلى إطلاق العديد من المناورات الغريبة والدعايات التي لا يمكن تصديقها، كإعطاء شركة نيوزيلندية ترخيصا بالاستثمار”.
وخلص نشطاوي إلى أن “هذا الوضع المزري تتحمله الجزائر التي تعد السبب الرئيس في هذا النزاع، الذي سيكون له من النتائج المخيبة الكثير على قصر المرادية في المستقبل”.
تهديد للمنتظم الدولي
من جانبه، سجل الحسين كنون، محام محلل سياسي، أن “هاته التهديدات تأتي في ظل احتقان كبير في صفوف ساكنة المخيمات، خاصة وسط الشباب الذين بدؤوا يطالبون بقوة بالعودة إلى الأراضي المغربية”.
وأضاف كنون لهسبريس أن “هذا التصعيد كان موجها في الأول إلى الأمم المتحدة، لأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه إلى جانب المغرب والمنتظم الدولي يكون وقفه رسالة إلى المجتمع الدولي، وإعلان الحرب بعده هو تصعيد في وجه دول العالم أجمعها”.
وأشار المتحدث إلى أن “هذا الأمر يبين بقوة توجه الجزائر والبوليساريو ضد التيار العالمي، وكذا القانون الدولي، عبر التغريد خارج سرب العالم الذي يعتبر إفريقيا السوق الجديدة والنموذج الاقتصادي الحديث”.
وزاد بأن “المغرب ليس له أي هم تجاه ما يقوله غالي، وهو خطاب تقليدي لم يعد له أي دور، طالما أن العالم في غالبيته أصبح يدعم الموقف المغربي الجاد، الذي يبقى الوسيلة الوحيدة لحل هذا النزاع المفتعل”.
وخلص كنون إلى أن “فرنسا والجزائر وبعض الدول القليلة هي فقط من لا تزال داخل دوامة البوليساريو، في حين إن المنتظم الدولي اتجه بقوة نحو الحقيقة، التي تبين بشكل ظاهري أن الأقاليم الجنوبية للمغرب فقط”.
المصدر: وكالات