كشف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد أن المنظمة القارية ستنظم مؤتمرا بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا، في أحدث محاولة لإعادة الاستقرار إلى البلد الذي مزقته النزاعات.
وقال إثر مؤتمر صحافي اختتمت به قمة الاتحاد الإفريقي التي استمرت يومين، “لقد التقينا مع مختلف الأطراف ونحن في صدد العمل معهم لتحديد موعد ومكان عقد المؤتمر الوطني”.
سيلتئم المؤتمر “برعاية لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الإفريقي” يترأسها الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، بحسب فقي محمد.
شهد البلد الواقع في شمال إفريقيا عقدا من العنف بعد إطاحة الديكتاتور معمر القذافي عام 2011 اثر انتفاضة مسلحة دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأدى سقوط نظام القذافي إلى ظهور عدد لا يحصى من المجموعات المسلحة وتدخلات من قوى عربية وكذلك تركيا وروسيا ودول غربية.
وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021، لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات حول الأساس الدستوري للانتخابات ووجود مرشحين مثيرين للجدل.
وأوضح فقي محمد لوكالة فرانس برس أن اجتماعا تحضيريا لمؤتمر المصالحة انعقد في العاصمة الليبية طرابلس قبل أسابيع.
وأضاف أنه “تم طلب مغادرة المرتزقة (…) ينبغي بالضرورة أن يتحاور الليبيون. اعتقد أنه شرط مسبق للمضي نحو انتخابات في بلد هادئ”.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن مسؤولين من المعسكرين المتنافسين أقروا آلية تنسيق لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلد.
وأشادت البعثة بـ”خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام المستدامين في ليبيا” بعد اجتماع في القاهرة في الثامن من فبراير شارك فيه أيضا مسؤولون من السودان والنيجر.
لكن النقاشات التي قادها مبعوث الأمم المتحدة عبد الله باتيلي فشلت في التوصل إلى جدول زمني واضح أو تدابير ملموسة لانسحاب المقاتلين الأجانب.
قدرت الأمم المتحدة في أواخر عام 2021 أن هناك أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي في ليبيا.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة دعوة جديدة للانسحاب الكامل للمقاتلين والمرتزقة الأجانب، وقال إن الانتخابات هي “المسار الوحيد الموثوق به لحكم شرعي وموحد”.
وأضاف غوتيريش في أديس أبابا “المطلوب بشكل عاجل هو الإرادة السياسية لكسر الجمود السياسي الذي طال أمده وتحقيق تقدم على جبهات متعددة”.
وتابع “عدم إجراء الانتخابات يفاقم انعدام الأمن الاقتصادي ويزيد من عدم الاستقرار السياسي ويهدد بتجدد النزاع ويثير شبح التقسيم”.
استخدم حفتر مقاتلين من تشاد والسودان والنيجر ومجموعة فاغنر الروسية الخاصة في محاولاته الفاشلة للسيطرة على طرابلس بين أبريل 2019 ويونيو 2020.
ولا يزال مئات من مقاتلي فاغنر في شرق ليبيا الغني بالنفط وكذلك في جنوبها.
من جهتها، تتمركز القوات التركية في الغرب الذي تسيطر عليه حكومة الدبيبة، وتوفر تدريبات للعسكريين الليبيين.
وتعمل لجنة عسكرية مشتركة تسمى “5 + 5” وتضم ممثلين لشرق ليبيا وغربها، على ضمان انسحاب المقاتلين الأجانب بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في أكتوبر 2020.
المصدر: وكالات