أصدرت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم الثقافية (الإيسيسكو)، مؤخرا، العدد الأول من المجلة الثقافية الفصلية الشاملة “الإيسيسكو”، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي الذي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية، يومي 12 و13 فبراير المنصرم.
وكشف سالم بن محمد المالك، المدير العام لـ”الإيسيسكو”، في افتتاحية العدد الأول، أن مجلة “الإيسيسكو” تعتبر قناة أخرى تضاف إلى قنوات تواصل المؤسسة المتعددة، ومن ثم يراهن عليها في تجسير العلاقات وإيصال الأفكار والرؤى ودعم التواصل بين المنظمة وبين عضويتها التي تتجاوز الخمسين دولة في مختلف أنحاء العالم.
ودعا الدكتور محمد المالك كل المهتمين بالشأن الثقافي إلى المساهمة في إثراء هذا المنبر الجديد برفد المجلة بخلاصات أفكارهم ورؤاهم الثقافية والعلمية والاجتماعية والتربوية، كل في مجال تخصصه.
من جانبها قالت روضة الحاج، رئيسة تحرير المجلة، إن “إصدار مجلة غير محكمة عن منظمة تعمل في مجالات الثقافة والتربية والعلوم أمر غير معتاد، لكنها محاولتنا للاقتراب من المتلقي بكافة مستويات التواصل، والمثقفين من كافة أنماط الثقافة في تطلعهم إلى المعرفة والثقافة والحوار بأبسط الطرق وأيسرها”.
وأوضحت روضة الحاج في “كلمة التحرير”، أن في هذا العدد على سبيل المثال والأعداد التالية “سيجد القارئ الكريم شذرات متفرقات مختلفات من حقول التربة الخصبة، وحدائق الثقافة الغناء، وفضاءات العلوم الرحبة، ومسارات العلوم الإنسانية المتباينة؛ عبر جهود القطاعات المختلفة والمراكز المتخصصة في المنظمة، إضافة إلى مساهمات من خارج المنظمة وحوارات مع كبار المثقفين والباحثين والعلماء إثراء للمادة المقدمة عبر المجلة، وتعزيزا للعلاقات المتصلة مع المحيط الثقافي والعلمي والتربوي في كل العالم الإسلامي”.
ويشتمل العدد الأول من المجلة على حوارات مع عدد من الشخصيات البارزة في مجالات الثقافة والتربية والعلوم، من بينهم الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لـ”الإيسيسكو”، الذي أكد في حواره على أن “المنظمة باتت بيت خبرة لكل المثقفين والمبدعين في العالم الإسلامي”.
ويتضمن العدد كذلك حوارا مع الناقد والمفكر السعودي الدكتور عبد الله الغذامي، ولقاء مع الدكتور خالد الصمدي، الخبير التربوي، كاتب الدولة المغربي السابق لدى وزير التربية المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي.
كما يشارك في هذا العدد عادل عبد اللطيف، الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، بمقال بعنوان “خطاب التذكر”. أما أسامة النحاس، الخبير في التراث الثقافي بـ”الإيسيسكو”، فكتب عن “المآذن المهددة بالخطر”. من جهته اختار علاء جانب، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر المصرية، المساهمة بدراسة نقدية موسومة بـ “الشعر الحقيقي”.
وضم هذا العدد مساهمات شعراء بقصائد، من بينها قصيدة “رواق الحب” لخالد فتح الرحمان، مدير مركز الحوار الحضاري بـ”الإيسيسكو”؛ مع مساهمة محمد عبد الله البريكي، الذي نظم قصيدة بعنوان “مكر شيطان ووعي نبي”. أما هاجر عمر فساهمت بقصيدة بعنوان “بنت بري”.
وعرف العدد ذاته مساهمة بلال الشابي، الخبير في التراث الثقافي بـ”الإيسيسكو”، بمقال بعنوان “من أجل عمارة حديثة صديقة للبيئة، مبادرة الإيسيسكو لتعزيز مبادئ العمارة الإسلامية”. كما شارك أنس النعيمي، الخبير في مركز “الإيسيسكو” للغة العربية للناطقين بغيرها، بمقال حول “أهمية المصادر الرقمية في تعليم اللغة العربية للناطقين بها”.
من جهته كتب إدهام محمد حنش، الخبير في قطاع الثقافة والاتصال بـ”الإيسيسكو”، عن “جماليات الخط العربي وإستراتيجية القراءة النقدية”. كما اهتدى محمد صابر عبيد، الأكاديمي والناقد العراقي، إلى كتابة مقال بعنوان “تجربة الكتابة النقدية من الرؤية إلى المنهج”، وساهمت لطيفة لبصير، الكاتبة والأستاذة بكلية الآداب بنمسيك- الدار البيضاء، بعمود “المرأة النائمة”، ضمن زاوية قارة تحمل عنوان “بسيرة أخرى”.
وأغنى آنار كاريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي بـ”الإيسيسكو”، العدد الأول لمجلة “الإيسيسكو” بمقال حول “طرق الحرير.. نقل البضائع والحضارة واللغة والمعرفة”؛ ناهيك عن مساهمة سناء الهلالي، الخبيرة في مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، بمقال عنونته بـ”مشكاة العربية للتدريب التربوي والتطوير المهني في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
إلى جانب ذلك شارك عبد الرحمان غانمي، رئيس مختبر السرد والأشكال الثقافية بجامعة السلطان مولاي سلميان ببني ملال، بمقال عن “أنسنة التراث”. بالإضافة إلى اختيار جيفري كابلن، الأكاديمي الأمريكي، الكتابة عن “الدبلوماسية الحضارية”.
وتضمن هذا العدد مقالا لأسماء مهديوي، التي تشتغل في برنامج المهنيين الشباب بـ”الإيسيسكو”، حول “الاتجار بالممتلكات الثقافية.. الآليات التشريعية في العالم الإسلامي”، إلى جانب ضمه مقالا لعبد الحق عزوزي عنوانه “سحر المدن المغربية”.
ومن المتوقع أن يكون لمجلة “الإيسيسكو” الثقافية دور كبير في تعزيز الحوار الثقافي والتربوي في العالم الإسلامي، وأثر إيجابي على الساحة الثقافية والتعليمية في المنطقة؛ كما سيتم نشر أعدادها رقميا لتكون متاحة لكل القراء والمتابعين والمتخصصين.
المصدر: وكالات