صدر للكاتب الصحافي عبد القادر الإدريسي كتاب جديد بعنوان “الإيسيسكو الجديدة الضمير الحضاري للعالم الإسلامي”، في 305 صفحات من القطع الكبير، عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء.
ويشتمل الكتاب، الذي هو الرابع من نوعه للمؤلف، على ستة فصول، أولها عن المهام الحضارية للإيسيسكو “حدودها وعناصرها”، وثانيها حول آفاق الولوج إلى مجتمع المعرفة، وثالثها عن التحديات والمعوقات التي تواجه تجديد البناء التربوي والعلمي والثقافي، ويبحث الفصل الرابع في الشراكات والتعاون الدولي باعتبارهما رافعة للانفتاح والوصول إلى العالمية، بينما يختص الفصل الخامس بدراسة الفكر الإبداعي وخاصية الابتكار عند الدكتور سالم بن محمد المالك، في حين يحمل الفصل السادس عنوان “الإيسيسكو الجديدة على الطريق نحو المستقبل”.
وخصص المؤلف القسم الثاني من كتابه للملاحق، وتضم الخطاب الذي ألقاه الملك الراحل الحسن الثاني في الجلسة الختامية للمؤتمر التأسيسي لمنظمة الإيسيسكو المنعقدة بفاس في 5 ماي 1982، والقرارات التأسيسية للإيسيسكو، والكلمة التي ألقاها الدكتور سالم بن محمد المالك بمناسبة تعيينه مديرا عاما لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، في المؤتمر العام الاستثنائي للإيسيسكو بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمنطقة مكة المكرمة في 9 ماي 2019.
وتحتوي الملاحق أيضا على الكلمات التي ألقاها المدير العام للمنظمة في بعض المؤتمرات الإقليمية والدولية، وعلى النص الكامل لإعلان الإيسيسكو للتضامن الأخلاقي الذي صادق عليه مجلس وزراء الخارجية لدول منظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى نصوص فكرية تؤسس للرؤية الجديدة التي تستند إليها الإيسيسكو في وضع خططها ومشروعاتها وتنفيذ برامجها وأنشطتها.
ويرسم التمهيد الذي وضعه المؤلف لكتابه “الإطار العام للمهام التي تنهض بها الإيسيسكو”، ويوضح أوجه التطوير والتجديد والتحديث التي عرفتها المنظمة في عهد إدارتها الجديدة، مما جعلها منظمة استباقية لخطط المستقبل بحكمة وبرؤية استشرافية، في إطار مجالات اختصاصاتها، أولت أهمية خاصة لتوفيق إطارها التنظيمي الإداري الجديد مع القوانين الدولية لجعل تدخلاتها أكثر فعالية وأرفع جدوى.
وأبرز المؤلف أنه “على صعيد التمكين للحداثة في ظل القيم الثقافية والحضارية، تعتمد الإيسيسكو منهج الشفافية وتتبنى ممارسات الحكامة الجيدة، فهي منفتحة على العالم من خلال تعزيز الشراكات والتعاون الدولي، وتعنى بالدفاع عن حقوق المرأة وبالمساواة في الحقوق والواجبات بين الجنسين في كل المجالات، وتلتزم بتمكين الشباب لتحقيق أقصى إمكاناتهم و تحرير طاقاتهم الإبداعية”.
وقال المؤلف في المقدمة مختصرا الحديث عن الإيسيسكو الجديدة إنه “ميلاد جديد لمنظمة تأسست قبل أربعين سنة، وليس مجرد نهوض بها، وإن كانت هذه المهمة سامية ونبيلة اضطلع بها المديران العامان السابقان، كل حسب قدراته واستعداداته والإمكانات التي متوفرة لديه والظروف التي كان يعمل فيها، فالدكتور سالم بن محمد المالك، وبالتعاون مع مساعديه، جدد البناء وأعاد التأسيس ورفع القواعد على أرضية صلبة وضخ دماء جديدة في شرايين جسم المنظمة”.
ولم يفت المؤلف أن يبرز ما يوليه المغرب من عناية ومساندة ودعم وتشجيع للإيسيسكو، سواء في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أو في عهد الملك محمد السادس الذي شمل برعايته السامية مجموعة من الأنشطة التي نفذتها الإيسيسكو خلال المرحلة الجديدة.
المصدر: وكالات