قال عبد القادر الأنصاري، سفير المملكة المغربية في الصين، إن “المغرب سيرسل وفدا رفيع المستوى لحضور قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي لعام 2024″، مؤكدا أن هذا المنتدى يوفر فرصة لـ”تقييم الوضع الحالي وآفاق الشراكة الصينية الإفريقية، فضلا عن كونه فرصة لمناقشة العلاقات الثنائية في إطار المنتدى، إضافة إلى مناقشة مواضيع النمو والتنمية وسبل مواجهة التحديات المشتركة”.
وسجل سفير المملكة المغربية في الصين، في مقابلة نشرتها صحيفة “ديلي بكين” الصينية، الأحد، أن “المغرب يتمتع بعلاقات قوية مع شركائه الأفارقة في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية. كما يتطلع إلى الاستفادة من مبادرات ومشاريع الصين من أجل إفريقيا”.
وتفاعلا مع سؤال حول إعفاء المغرب للصينين من التأشيرات منذ سنة 2016 وانطباعات الشعب الصيني عن المملكة، قال الدبلوماسي المغربي ذاته إن “السياحة إحدى ركائز الاقتصاد المغربي، وقد ازدهرت الصناعة السياحية في الآونة الأخيرة وتعافت من تأثير وباء كورونا “.
وأكد الأنصاري أن المغرب “يتطلع بشدة إلى إقامة رحلات جوية مباشرة بين الصين والمغرب، إذ نأمل أن تعمل شركات الطيران المغربية جاهدة من أجل ذلك. كما ندعو شركات الطيران الصينية إلى التفكير جديا في إقامة رحلات جوية مباشرة بين المغرب والصين في أقرب وقت ممكن؛ لأن الشعب الصيني يريد الذهاب إلى المغرب لاكتشاف هذا البلد ذي التاريخ الطويل”.
في سياق مماثل، أورد المتحدث ذاته أن “المغرب يتمتع بروابط جوية قوية مع باقي الدول الإفريقية، إذ تخدم الخطوط الملكية الجوية في أكثر من 45 مدينة إفريقية”، مضيفا أن “الرباط لديها واحدة من أهم الشبكات الدبلوماسية في القارة. كما أنه، وبفضل السياسات الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، فإن إنجازاتنا في مجالي التعليم والصحة منذ الاستقلال دفعت العديد من البلدان الإفريقية إلى اعتبار المغرب كنموذج يحتذى به على أمل تحقيق الأهداف نفسها”.
وأشار ممثل الدبلوماسية المغربية في الصين إلى استضافة المغرب لدفعات من الطلاب الأفارقة الذين يمنح لهم منحا دراسية لاستكمال مسارهم الأكاديمي، مؤكدا في هذا الصدد أن “حوالي 14 ألف طالب إفريقي يدرسون في المملكة خلال هذه السنة”، لافتا إلى أنه “في العديد من الدول الإفريقية، ستجد العديد من كبار المسؤولين ومديري الأعمال وكبار الضباط العسكريين الذين درسوا في المغرب”.
وحول الفرص التي يوفرها المغرب للشركات الصينية وفرص التعاون التجاري بين البلدين، أورد الدبلوماسي ذاته أن “الصين هي أكبر شريك تجاري للمغرب في آسيا، وثالث أكبر شريك تجاري للمغرب في العالم”، مضيفا: “نحن نفهم الاقتصاد الصيني وقدراته، سواء المملوكة للدولة أو الخاصة. كما أن المملكة لديها أيضا إمكانات كبيرة على هذا المستوى، وهناك فرصة حقيقية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين”.
وبيّن عبد القادر الأنصاري أن “المغرب يوفر الظروف اللازمة للترحيب بالاستثمارات والشركات الصينية، حيث تعد بيئة الأعمال لدينا واحدة من أفضل بيئات الأعمال في إفريقيا؛ إن لم تكن الأفضل”، مشيرا أيضا إلى الموقع الاستراتيجي للمغرب وعامل الاستقرار والأمن الذي يتمتع به، إضافة إلى استعداده لاستضافة التظاهرات العالمية على غرار كأس العالم 2030.
وأكد المتحدث ذاته أن كل هذه العوامل مجتمعة توفر للشركات الصينية فرصا عديدة، موردا أن “الشركات الصينية والشركاء المغاربة يبحثون حاليا عن مصالح مشتركة في مجالات السيارات الهجينة أو الكهربائية والطاقة المتجددة والإلكترونيات والمنسوجات.. ومن الطبيعي أن ترغب شركات من الصين ودول أخرى في القدوم إلى المغرب لبدء أعمال تجارية وتطويرها؛ لأن شراكتنا تخلق ثقة راسخة ومستقبلا مشرقا”.
وحول التعاون بين الصين والمغرب في مجال التعليم، أشار المتحدث ذاته إلى أن “هناك حوالي 6 آلاف طالب مغربي في الصين، وهذا العدد مرشح للارتفاع”، مبرزا أن “مستوى الجامعات الصينية جيد جدًا وجذاب للطلاب الأجانب، وآمل أن نرى المزيد من الطلاب المغاربة يأتون إلى هنا لدراسة التكنولوجيا والهندسة والطب والإلكترونيات، ويمكن للجامعات الصينية أن توفر للطلاب تدريبًا جيدًا وفرصًا لدخول المجالات الناشئة، كما آمل أن يتمكن الطلاب الصينيون من الدراسة في المغرب”.
المصدر: وكالات