كشف صالح ولد اسويدات، رئيس لجنة إنقاذ التعدين الأهلي بموريتانيا، أن “أفرادا من جبهة البوليساريو يقومون بالتنقيب عن الذهب بالحدود الشمالية بموريتانيا، وداخل المنطقة العازلة بأراضي الصحراء المغربية”.
وأبرز اسويدات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ” المنقبين عن الذهب بموريتانيا يطالبون بتنسيق عسكري بين الرباط ونواكشوط من أجل تفادي الأخطاء التي يتم ارتكابها من قبل المنقبين الذين يقتحمون الأراضي المغربية”.
واعتبر رئيس لجنة إنقاذ التعدين الأهلي بموريتانيا، الذي بدوره يشتغل في ميدان التنقيب عن الذهب، أن “المنقبين الموريتانيين يخطئون في أكثر من مرة خلال دخولهم إلى الأراضي المغربية؛ الأمر الذي يؤدي إلى حالات وفيات كما حدث مؤخرا”، محملا بذلك مسؤولية هاته الحوادث إلى “الحكومة الموريتانية، والمنقبين أنفسهم الذين لا يعلمون حجم اليقظة العسكرية للجيش المغربي في المنطقة”.
وفي هذا الصدد، طالب اسويدات المملكة المغربية بأن “تضع وسيلة أو تقنية لتحديد هويات المخترقين لحدودها قبل عملية إطلاق النار”، معتبرا أن “جل المخترقين لا يعرفون حقا هل هم في الأراضي المغربية أم لا بسبب غياب ترسيم للحدود”.
وشدد المهني بقطاع التنقيب عن الذهب بموريتانيا على “أهمية تعجيل المملكة المغربية الشقيقة والحكومة الموريتانية في مسألة ترسيم الحدود بينهما من أجل تفادي مثل هاته الحوادث”.
ورفض اسويدات استغلال بعض الجهات، من بينها جبهة “البوليساريو”، لمسألة وفاة المنقبين الموريتانيين خلال دخولهم الأراضي المغربية من أجل تأزيم العلاقات بين نواكشوط والرباط، قائلا: “نرفض أي استغلال من أي جهة كانت لوضعيتنا من أجل الضرب في العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين”.
وأشار رئيس لجنة إنقاذ التعدين الأهلي بموريتانيا إلى أن المنقبين بجارة المغرب الجنوبية يمرون بسهولة نحو المنطقة العازلة، وهو الحال لدى أفراد الجبهة الانفصالية؛ الأمر الذي يستدعي، وفق تعبيره، “ضرورة التعجيل في مسألة ترسيم الحدود المغربية الموريتانية”.
وأكد المتحدث ذاته أن “اللجنة سالفة الذكر ومختلف المهنيين بالقطاع يتجهون من أجل منع التنقيب في الحدود الشمالية الموريتانية، وهو المعطى الذي سبق أن تم التشديد عليه في أكثر من مناسبة، بناء على تحذيرات الحكومة في نواكشوط”.
وسجل اسويدات أن “أخطاء المنقبين الموريتانيين كثيرة للغاية في السنوات الأخيرة؛ الأمر الذي جعل عدد القتلى يرتفع بشكل كبير للغاية”، مؤكدا بذلك أن “التحذير المغربي والموريتاني حول هاته المنطقة كان يجب أن يرافقه ترسيم للحدود”.
وندد المهني بالقطاع بـ”خروقات المنقبين الموريتانيين نحو الأراضي المغربية، والتي تستدعي التعجيل بالابتعاد عنها تفاديا للتعرض للقصف الجوي”، لافتا إلى أن “جميع نقابات التعدين وحتى الحكومة الموريتانية شنت ولا تزال حملات من أجل وقف التنقيب في هاته المنطقة”.
“نحن نصل إلى مستوى تصنيف كل من يخترق الحدود الشمالية بموريتانيا كونه مجرما، ويجب حتى القبض عليه؛ لأن هاته الظاهرة مشينة وغير مقبولة بتاتا”، تابع اسويدات، مستدركا بالقول: “اليقظة المغربية التي تهاجم كل من يدخل أراضيها حماية من أفراد البوليساريو الذين يستغلون الأمر لتنفيذ عمليات عسكرية هو أمر واقعي تماما، ونحن نتفهمه”.
وشدد المتحدث سالف الذكر على أن “المنقبين في موريتانيا هم لا يحمّلون المملكة المغربية مسؤولية هذا الوضع؛ فهي تدافع عن أراضيها، والأمر يهم المنقبين أنفسهم والحكومة الموريتانية التي يجب أن تمنع التنقيب في هاته المنطقة”.
وأعاد اسويدات توجيه دعواته إلى المملكة المغربية من أجل أن “تجد وسيلة لتدقق في هويات المخترقين قبل عملية الاستهداف، وتشخيص الأهداف”، معتبرا أن “هذا الأمر نعلم أنه يأتي كوننا نحن الخاطئين في تجاوز هاته المنطقة التي تعرف استعداد وتأهّبا عسكريين للجيش المغربي”.
المصدر: وكالات