تحولت معظم شوارع الدار البيضاء، في الفترة الأخيرة، إلى فضاءات لغرس أشجار النخيل؛ بالرغم من النداءات المتكررة التي ما فتئت تطلقها فعاليات مدنية من أجل تعويضها بأشجار من أصناف أخرى.
وينادي البيضاويون بمختلف المقاطعات بضرورة العدول عن غرس أشجار النخيل في الشوارع على اعتبار أنها لا تعود بالنفع على المواطنين، وتعويضها بأنواع أخرى يمكن استغلالها في تزيين الطرقات.
واستغرب سكان العاصمة الاقتصادية من اللجوء إلى استنبات أشجار النخيل، بعد أن سبق وضعوا عريضة على مكتب نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس الدار البيضاء، يطالبون من خلالها بوقف غرس النخيل بالشوارع بدلا من الأشجار التي توفر الظل وأصبحت الحاجة ملحة إليها في الوقت الراهن.
في هذا الصدد، سجل محمد سحيم السحيمي، رئيس جمعية الزهور للبيئة والتنمية المستدامة، أن جميع المدن والمناطق المغربية تعيش تغيرا نباتيا ممنهجا، حيث توجد أشجار دخيلة تحارب بواسطتها أشجار كل منطقة على حدة.
وشدد الفاعل البيئي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن المغرب يشهد اليوم “زراعة النخيل من نوع “الواشنطنية” الدخيل علينا بجميع المدن، وفي السنوات الأخيرة تكاثر بشكل مخيف”.
وقال السحيمي إن “الملاحظ اليوم للأسف أن الأشجار الأصلية لكل منطقة والتي تتأقلم مع جوها ومناخها تم استبدالها بهذا النوع من النخيل، في حين أن هذه الأشجار الأصلية هي التي يجب غرسها”.
ولفت رئيس الجمعية، دائما، إلى أن هذا التكاثر لزراعة أشجار النخيل “يجب محاربته، ويجب وقف هذه الأشجار الدخيلة على المملكة والحفاظ على الأشجار الأصلية وإعادة غرسها بالشوارع والأزقة”، داعيا الجماعات المحلية إلى التوقف عن الاستمرار في سياسة “تنخيل الشوارع” والعودة إلى زراعة الأشجار الأصلية التي مع اختفائها اختفت العديد من أنواع الطيور وتراجع التنوع النباتي.
وكان قد جرى تداول عريضة للتوقيع على موقع “أفاز” العالمي تدعو إلى وقف غرس النخيل بالمدن المغربية، وتعويضها بالأشجار وفق مخططات منظرية محلية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة.
المصدر: وكالات