كشف استطلاع حديث للرأي أعده معهد “إيفوب” الفرنسي، المتخصص في استطلاعات الرأي والدراسات التسويقية، لصالح “باري ماتش” و”راديو سود”، عن تراجع في شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون بواقع نقطة مئوية ما بين شهري يناير الماضي وفبراير الحالي؛ ليحتل ساكن الإيليزيه بهذا التنقيط المركز الـ23 ضمن قائمة الشخصيات الفرنسية الأكثر شعبية، متراجعا برتبتين مقارنة بأرقام الشهر الماضي.
في المقابل، ارتفعت شعبية غابريال أتال، رئيس الوزراء المعين حديثا، بنقطة واحدة؛ ليحتل بذلك الرتبة الأولى ضمن قائمة السياسيين الأكثر تفضيلا لدى الفرنسيين. وتراجعت شعبية إدوارد فيليب، رئيس الوزراء السابق، بأربع نقاط مئوية بعدما كان قد جاء في المركز الأول برسم الشهر الماضي قبل أن يفقد هذه الرتبة لصالح أتال الذي خلف إليزابيث بورن، رئيسة الوزراء المستقيلة قبل أسابيع.
في السياق ذاته، كشفت الأرقام ذاتها عن ارتفاع في شعبية الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسو هولاند بواقع ثلاث نقاط مئوية؛ ليحتل بذلك الرتبة الثالثة ضمن السياسيين الأكثر شعبية في فرنسا خلف فيليب صاحب المركز الثاني؛ فيما تراجعت شعبية الرئيس السابق هو الآخر نيكولا ساركوزي بنقطة، ليفقد على إثر ثلاثة مراكز في ترتيب الشخصيات الفرنسية التي يفضلها الفرنسيون.
أما الوزيرة ذات الأصول المغربية رشيدة داتي فقد ارتفعت شعبيتها بأربع نقاط مئوية. وبالمثل، ارتفعت شعبية السياسي الاشتراكي جون لوك ميلونشون، الذي زار المغرب مؤخرا، بثلاث نقاط مئوية؛ ليتقدم في الترتيب العام بخمس مراتب، محتلا المركز الـ30 ضمن قائمة “إيفوب” برسم الشهر الحالي.
وتواصل شعبية إيريك زمور، السياسي المتطرف المثير للجدل ذي الأصول الجزائرية ، الانخفاض منذ أشهر، إذ تراجعت هذا الشهر كذلك بنقطة واحدة.
وعلى بعد أقل من سنتين على انتهاء ولايته الثانية على رأس الإليزيه، ما زال الرئيس ماكرون يواجه مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، المرتبطة أساسا بالوضع الاقتصادي في البلاد والتراجع الكبير للنفوذ الفرنسي في إفريقيا خلال فترة حكمه، أضف إلى ذلك سياسته في المنطقة المغاربية والتي اعتبرها العديد من السياسيين الفرنسيين أنفسهم “فاشلة وتضر بمصالح باريس” إثر ثورته على المبادئ المؤطرة للسياسة الخارجية لبلاده في علاقتها مع الدول المغاربية، خاصة المغرب التي دخلت علاقات فرنسا معه مرحلة برود دبلوماسي واضح.
ويبدو أن ساكن الإيليزيه بات، اليوم، مقتنعا بأهمية استعادة العلاقات الفرنسية المغربية لزخمها، لا سيما أن الرباط حددت وعلى أعلى المستويات شروط ومعايير إقامة شراكات وعلاقات جيدة مع الدول. كما يبدو أنه بات واعيا بأن المغرب لم يعد يقبل سياسة اللعب على الحبلين، خاصة إذا ما تعلق الأمر بمصالحها القومية وبقضاياه الوطنية؛ على رأسها قضية الصحراء المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن ستيفان سيجورني، وزير الخارجية في الحكومة الفرنسية الجديدة، كان قد أكد، منذ أيام، في تصريحات إعلامية، أن الرئيس ماكرون طلب منه شخصيا الاستثمار في العلاقات المغربية الفرنسية وكتابة فصل جديد في هذه العلاقات؛ فيما أكد كريستوف لوكورتيي، السفير الفرنسي بالرباط، خلال لقاء أكاديمي بالدار البيضاء، على ضرورة تجديد العلاقة مع المملكة المغربية.
المصدر: وكالات