كشف استطلاع حديث للرأي أعده معهد “إيفوب” الفرنسي، المتخصص في استطلاع الآراء ودراسات التسويق، لفائدة المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا “Crif”، أن 69 في المائة من الفرنسيين يرفضون تنظيم مسيرات ومظاهرات مؤيدة للفلسطينيين على أراضيهم بدعوى “رفع المتظاهرين شعارات معادية للسامية وللجمهورية”، فيما أيد 31 في المائة هذا الأمر ووضعوه في خانة الحقوق والحريات.
في هذا الصدد، كشفت بيانات الاستطلاع الذي أُنجز في الفترة الممتدة ما بين 24 و25 من الشهر الجاري، أن 61 في المائة من الفرنسيين يشعرون بـ”الكراهية” تجاه حركة حماس، فيما عبر حوالي 82 في المائة منهم عن تعاطفهم مع المواطنين الإسرائيليين بخصوص التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.
وأظهرت أرقام المصدر ذاته أن 57 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، يرقى إلى مرتبة “الجريمة الإرهابية”، فيما وصفه 35 في المائة منهم بـ”الجريمة ضد الإنسانية”، في حين اعتبرت نسبة قليلة لم تتجاوز 8 في المائة هذا الهجوم “فعل مقاومة”.
وبالنسبة لآرائهم حول إعلان إسرائيل أن هدفها من الحرب هو القضاء على حركة حماس في قطاع غزة، قال 65 في المائة من الفرنسيين إن “هذا الهدف الإسرائيلي المعلن له ما يبرره”، فيما اعتبر 35 في المائة منهم أن عزم الدولة العبرية تحييد حركة حماس من خلال الحرب “لا ينطوي على أية مبررات”.
وتفاعلا مع سؤال حول إمكانية إرساء حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المستقبل القريب مع ضمان تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة، أبدى 66 في المائة من الفرنسيين تشاؤمهم بشأن إمكانية التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع على المدى القريب، فيما أبدى 34 في المائة تفاؤلهم بشأن هذا الموضوع على الرغم من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وحول تداعيات هذا الصراع على فرنسا، قال 82 في المائة من الفرنسيين إن هذا الصراع ستكون له بالتأكيد تداعيات على دولتهم، في حين استبعد ذلك 18 في المائة منهم، فيما عبر 72 في المائة من الفرنسيين عن مخاوف من “احتمال وقوع أحداث مشابهة لهجوم حماس على إسرائيل على الأراضي الفرنسية”، وهو ما استبعدته النسبة المتبقية منهم، أي 28 في المائة من مجموع المُستطلعة آراؤهم.
وفيما يتعلق بآرائهم حول مواقف الشخصيات السياسية الفرنسية بخصوص الوضع في فلسطين، أيد حوالي نصف الفرنسيين مواقف رئيس بلادهم في هذا الصدد، فيما لم تحظ مواقف الزعيم السياسي اليساري جون لوك ميلونشون سوى بتأييد 18 في المائة فقط.
جدير بالذكر أن “إيفوب” كان قد أجرى في الـ12 من الشهر الجاري استطلاعا حول الأوضاع في الشرق الأوسط من وجهة نظر المواطنين الفرنسيين، كشفت بياناته أن 90 في المائة منهم يعتبرون هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر “جريمة ضد الإنسانية”.
وكانت باريس قد عبرت إلى جانب عدد من العواصم الأوروبية الأخرى عن موقف داعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، حيث أكد ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب تضامن بلاده مع الدولة العبرية ودعمها لها في ما وصفها بـ”الحرب ضد الإرهاب”، فيما كانت السلطات الفرنسية قد قررت حظر كل الوقفات الاحتجاجية الداعمة للشعب الفلسطيني، متوعدة المخالفين بعقوبات حبسية ومالية.
المصدر: وكالات