مع بقاء فترة ليست بالطويلة على موعد امتحانات الباكالوريا بالمغرب تلجأ نسبة مهمة من الأسر إلى تسجيل أبنائها المقبلين على هاته “المرحلة التعليمية المصيرية” إلى الساعات الإضافية الخاصة، وهو قطاع يبدأ الانتعاش تحديدا في الفترة ما بين أبريل وماي.
وفي هاته السنة لاحظت جمعيات أولياء وآباء التلاميذ “الارتفاع القياسي” لطلبات تسجيل الأسر أبناءها في الساعات الإضافية الخاصة، مع بداية شهر أبريل الجاري، وذلك في محاولة لتجاوز أزمة توقف الدراسة الأخيرة، التي ترتب عليها نقص في التحصيل العلمي.
واشتكى أولياء التلاميذ مما سموه “الارتفاع الصاروخي” لأسعار الساعات الإضافية الخاصة، تحديدا تلك التي تشمل مواد الرياضيات، والفيزياء، وغيرها من المواد العلمية التي تتطلب المزيد من الشرح، والتي لا تراعي القدرة الشرائية المتهالكة للأسر.
ومن بين النقاط الأخرى التي طرحها الأولياء “مخالفة مضامين دروس هاته الساعات الإضافية مع مناهج المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، بداعي نقص الخبرة لدى مقدميها”، وفق تعبيرهم.
وقال علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء تلاميذ المغرب، إن “الساعات الإضافية الخاصة لا تراعي مناهج المؤسسات التعليمية؛ كما أن المضامين التي يتم تقديمها ليست في مستوى الأسعار”.
وأضاف فناش لهسبريس أن “الساعات الإضافية الخاصة نظرا لغلائها تشكل عبئا إضافيا على كاهل الأسر، خاصة تلك التي لها أبناء في مستويات وشعب مختلفة من امتحانات الباكالوريا”.
واعتبر نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء تلاميذ المغرب أن “تعميم مشروع المؤسسة الرائدة في الابتدائي، والإعدادي، وإيصاله إلى الثانوي، بإمكانه معالجة هاته الإشكالية بشكل كبير، خاصة أنه أعطى نتائج مهمة، وفي فترات وجيزة”.
وأبرز المتحدث عينه أن “مشكل ارتفاع الأسعار بشكل صاروخي خلال هاته الفترة بالنسبة للساعات الإضافية الخاصة يرجع إلى غياب التقنين في هذا المجال؛ وبالتالي لا يمكن التحدث عن سعر معقول، إذ تحدد الأرقام حسب رغبة صاحب العروض، فهناك من يضعها في سقف ألف درهم، وهناك من يصل إلى حد الإعلان عن 3 آلاف درهم”.
وارتفاع الأسعار، يراه نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، “أمرا خياليا” هذا الموسم، حيث يعول الآباء على الساعات الإضافية لتجاوز ضعف التحصيل في فترة توقف الدراسة.
وقال عكوري لهسبريس إن “إضرابات الأساتذة الأخيرة نتج عنها إقبال كبير للأسر على تسجيل أبنائها في الساعات الإضافية الخاصة للتحضير لامتحانات الباكالوريا، تحديدا التلاميذ الذين يدرسون في المدارس العمومية”.
وأورد رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب أن رغبة أولياء التلاميذ في ضمان دخول أبنائهم إلى معاهد الاستقطاب المحدود خلق طلبا كبيرا يتزايد بقوة مع بداية الشهر الجاري على الساعات الإضافية الخاصة.
وبين رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب أن ما يتم رصده حاليا هو “ارتفاع خيالي في أسعار الساعات الإضافية الخاصة، بحيث تصل قيمة الحصة الواحدة إلى 600 درهم في مواد علمية أساسية”، بحسبه.
ولفت المتحدث إلى أن “هاته الساعات بها نواقص عديدة؛ على غرار ضعف المضمون، وغيرها من الأمور التي لا تتناسب والأسعار التي يتم وضعها”، وتابع: “هناك أسر لها أزيد من 3 تلاميذ مقبلين على امتحانات الباكالوريا الإشهادية، وتريد تسجيلهم في الساعات الإضافية، ضمانا لدخولهم إلى معاهد الاستقطاب المحدود”، مردفا: “دعونا نتخيل التكلفة التي ستقع على كاهلهم في ظل هاته الأسعار الخيالية”.
ونادى عكوري بـ”ضرورة توفير أسعار تراعي الظرفية الحالية للأسر، التي تجد نفسها مجبرة على الساعات الإضافية الخاصة في ظل نقص التحصيل التعليمي بالمدارس العمومية تحديدا”.
المصدر: وكالات