مع دخول فصل الشتاء، تتجدد معاناة ساكنة العالم الجبلي مع البرد القارس الذي يدفع الأسر إلى اقتناء حطب التدفئة، الذي ترتفع أسعاره بشكل مضاعف في هذه الفترة السنوية، مع ما يطرحه ذلك من مشاكل مادية بالنسبة إلى الأسر المعوزة.
وتعاني مناطق جبال الأطلس خلال هذه الفترة من السنة مشاكل متكررة مع البرد القارس، لاسيما التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المؤسسات التعليمية التي تفتقد حجراتها إلى التدفئة، سوى بوسائل تقليدية بسيطة.
ورغم النداءات المتكررة من الجمعيات المدنية في العالم الجبلي إلا أن صانع القرار العمومي لم ينجح بعد في إنهاء هذه المشاكل التي ترخي بظلالها على مستوى عيش الأسر المغربية بهذه المناطق، خصوصا عند تساقط الأمطار والثلوج التي تعمق معاناة هذه الفئات الاجتماعية.
وتلجأ الأسر إلى جلب حط التدفئة من الغابات المجاورة بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف التدفئة العصرية، ما يتسبب في أضرار بيئية تمس الثروة الغابوية التي يتم استنزافها سنة بعد سنة في ظل غياب حلول عملياتية لهذه المعضلة التي تؤرق سكان العالم القروي.
محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، قال في هذا الصدد إن “سكان المناطق الجبلية يعانون من موجات البرد كل سنة خلال هذه الفترة بالذات، وهو ما يعيد إشكالية الحصول على حطب التدفئة إلى الواجهة كل مرة”.
وأضاف الديش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “كميات الحطب تكون قليلة ومرتفعة الثمن بالعالم الجبلي مقارنة مع المناطق الحضرية”، مشيرا إلى “ضرورة تدخل الدولة لتوفير الغاز المدعم للأسر القاطنة بالجبال خلال فترة معينة لا تتعدى ثلاثة أشهر”.
وذكر الفاعل المدني ذاته أن “الجماعات الترابية ينبغي أن تتدخل لتخفيض فاتورة استهلاك الكهرباء في بعض المناطق التي تعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، قصد الحفاظ على الثروة الغابوية التي تتعرض للاستنزاف في ظل ضعف التشجير السنوي”.
كما أكد رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل أن “العديد من الأسر لا تستطيع تحمل تكلفة حطب التدفئة الذي ترتفع سومته في ذروة فصل الشتاء، ما يثير أهمية استعمال الطاقة الكهربائية النظيفة، شريطة أن تكون مدعمة من طرف الدولة، لأن تكلفتها أيضا مرتفعة بالنسبة إلى الأسر ذات القدرة الشرائية الضعيفة بالعالم الجبلي”.
المصدر: وكالات