تداولت العديد من الصحف الإسبانية، ومنها صحيفة “ماركا”، خبر اختيار لاعب ريال مدريد إبراهيم دياز تمثيل منتخب “الأسود” على حساب “لاروخا”؛ وأوردت أن “مسار تغيير الجنسية الرياضية للاعب ذي الأصول المغربية متواصل في طريقه إلى الحل النهائي، لكي يحمل قميص منتخب المغرب خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية المرتقب تنظيمه بالكوت ديفوار مطلع 2024”.
الكثيرون وجدوا أن الانضمام تحد حقيقيّ، لكون موعد نهائيات ‘الكان’ وسط الموسم، فيما اعتبر العديد من المحلّلين والمعلّقين أن أنباء اختيار إبراهيم دياز تمثيل المنتخب الوطني الأول هي تعزيز لجاذبية القميص المغربي، الذي صار من بين أهم المنتخبات الكروية العالمية بعد “مونديال قطر”؛ وبعد أن تمكن من هزم منتخب “السامبا”، الذي كان يعدّ أقوى منتخب في العالم.
“جاذبية جديدة”
بدر الدين الإدريسي، إعلامي وباحث في الشأن الرياضي، قال إن “اختيار دياز تمثيل المنتخب الوطني المغربي هو تكريس لفخر قديم كان يبدو دائما في تصريحات اللاعبين وعائلاتهم”، مبرزا أنه “كلما كان الإنسان أكثر بعدا عن الوطن كلما كان أكثر حبا وتشبّثا به، فذلك الارتباط الروحي والوجداني والعاطفي بالفريق الوطني كان دائما يشكل عنصر حسم في اختيار حمل قميص الأسود، رغم الإغراءات التي تقدم في أماكن أخرى”.
ولفت رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، في تصريحه لهسبريس، إلى أن “القميص الوطني صار ثمينا للغاية، فهو قميص الفريق الرابع عالميا، بحكم إنجازه في المونديال الأخير؛ وهو علامة على تفوق المغرب كرويا”، موضحا أن “ارتداءَه ليس فقط تحقيقا لحلم الطفل، ولكنه صار يعطي اللاعبين قيمة مهمة في عوالم الكرة العالمية”، وزاد: “لم يعد منتخباً محدودا إفريقيّا، بل صار فريقاً تُتابعُ مبارياته القارات الخمس في العالم”.
وأورد رئيس تحرير جريدة “المنتخب” أن “القاعدة الخاصة باللاعبين الموهوبين أصبحت تتسع وتكبر لفائدة منتخب المغرب، وباتت تمنح فرصا مهمة، جعلت الاختيار يكون دقيقا وخاضعاً لمعايير تنافسية، وتوفّر لاعبين يعتبرون الأجود في العالم ضمن تشكيلة الأسود، ما يشكل تحفيزاً لغيرهم”، وزاد: “سنشهد تناميا في رغبة اللاعبين في ارتداء القميص الوطني بعدما ازدادت جاذبيته. ومتأكد أن لامين يامال كان يريد بدوره تمثيل الأسود”.
“دبلوماسية كروية محفزة”
عبد الرحيم غريب، أستاذ باحث في الحكامة الرياضية، قال إن “ما بدأه هرفي رونار مع الأسود في ‘مونديال روسيا’ استطاع وليد الركراكي بذكائه واحترافيته أن يواصله عبر اعتماد ميكانيزمات مختلفة ساهمت في بناء فريق قوي، كان هو المعجزة في ‘مونديال قطر’ الفائت”، مشددا على أن “هذا المسار الملهم رسم صورة مغايرة للمنتخب المغربي، بحيث صار العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية يحلمون باللعب في صفوفه”.
وأبرز غريب، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “التردد لم يعد بتلك الحدة بعدما صار المنتخب يحقق ذلك الإشباع بالنسبة لأي لاعب يرغب في خوض مباريات كأس العالم، بوصفها من أبرز غايات مجمل اللاعبين”، مشيراً إلى أن “هناك متغيرات أخرى مهمة في هذا السياق، راجعة بدورها إلى حكامة كروية ساهمت في أن يصبح المغرب مرجعا في المنطقة في ما يخص الدبلوماسية الناعمة عبر الرياضة”.
وسجل الباحث ذاته أن “المغرب في العقود الأخيرة عاين أهمية الدبلوماسية الكروية، خصوصا حين مورس على منتخباتنا الظلم مراراً، وأدركنا مدى أهمية التوغل الإيجابي في دواليب المؤسسات الكروية الإقليمية والقارية والدولية”، معتبراً أن “المغرب قدم نموذجا مشرفا في هذا الجانب، وهذه النهضة الكرويّة تعكس نوعا من الاحترافيّة رياضيّا وسياسيّا، وتخلق تناغما بين مختلف الهيئات الفاعلة، وبالتالي يعتبر هذا مهما في التأثير على الاختيار”.
المصدر: وكالات