في أجواء حماسية ساحرة، اختتمت، ليل الأحد، فعاليات مهرجان «الجاز تحت الأركان» في مدينة الصويرة، بعد ثلاث ليالٍ متتالية شكلت تجربة فريدة جمعت بين الرونق الثقافي للمدينة وبين إيقاعات موسيقى الجاز العالمية.
وعرف المهرجان، الذي بات من أبرز الفعاليات الثقافية في موغادور، حضور جمهور غفير من مختلف أنحاء العالم، وتنوعت عروضه بين موسيقى الجاز التقليدية والمعاصرة.
وافتتح حفل الختام الثلاثي الموسيقي علاء زويتن ونوفل منتصر وأونطونيو مورينا، ثم اعتلت المنصة فرقة الشيخ تيديان سيك كوينتي المكونة من مجموعة من العازفين الذين قدموا استعراضا فنيا ساحرا ألهب حماس الحاضرين الذين تعالت أصوات تصفيقاتهم وانخرطوا في الرقص بفناء “دار الصويري” العتيق، قبل أن يسدل الستار على هذه الدورة الاستثنائية من المهرجان بفقرة الارتجال “جام ميدنايت” التي انطلقت في حدود منتصف الليل واستمرت إلى ساعات متأخرة فتبصم على نهاية دورة ناجحة ومبهرة.
وقال أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، في تصريح لهسبريس على هامش الليلة الختامية من هذا العرس الموسيقي، إنه يراوده إحساس بأنه شهد أحسن حفل في حياته، وفي كل سنوات المهرجان.
وأردف بالقول: “هذا المساء في الصويرة عشنا اللحظات الأكثر قوة وحماسا ومن اللحظات النادرة في حياتي، مع كبار فناني الجاز وكبار الموسيقيين في إفريقيا والمغرب؛ فكانت الصويرة في أبهى حلتها والمغرب في أكبر حلله”.
من جهته، قال علاء زويتن، في تصريح لهسبريس، إن مشاركته في مهرجان “الجاز تحت الأركان” رائعة، حيث كان اللقاء مع جمهور الصويرة الذواق.
وأبرز زويتن أنه من المهم لديهم كموسيقيين التواصل بشكل مباشر مع الحاضرين والإحساس بردة فعلهم؛ وهذا ما تجسد أمامهم الليلة في هذا الحدث.
من جانبه، قال الموسيقي نوفل منتصر إنه لشرف كبير له اللعب في مدينة الصويرة التي تدخل البهجة على جميع زوارها، لافتا إلى أنه حضر ومجموعته من ألمانيا بطاقة إيجابية لهذا المهرجان الذي يعرف بمختلف أنماط الجاز العالمية.
وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنهم حاولوا المزج بين الموسيقى المغربية والفلامينغو والجاز نظرا للتشابه الكبير بين هذه الألوان الموسيقية، متمنيا أن تصل هذه التوليفة الموسيقية إلى أبعد الحدود وتمتع المستمعين.
وضم برنامج المهرجان هذا العام مجموعة من الحفلات الموسيقية المتنوعة، مع عروض لفنانين من مختلف أنحاء العالم، تخللتها ثلاث جلسات للارتجال الموسيقي بعد منتصف الليل. كما تم على مدار ثلاث أمسيات استقبال ضيوف من العيار الثقيل؛ أبرزهم الشيخ تيديان سيك، أحد أبرز نجوم الموسيقى المالية، الذي يعد “رفيق درب هانك جونز، وساليف كيتا، وكذلك واين شورتر الذي نال جائزة غرامي 4 مرات”.
ويعتبر مهرجان “الجاز تحت الأركان” في الصويرة مناسبة فنية مميزة تساهم في تسليط الضوء على مدينة الصويرة كوجهة سياحية وثقافية، وتفتح المجال أمام التبادل الثقافي بين الفنانين والجمهور من مختلف بقاع العالم.
المصدر: وكالات