يبدو أن الأزمة الداخلية التي يعيشها حزب الاستقلال والجمود الذي يسيطر على أشغال لجنته التنفيذية لا تقتصر عليه فقط؛ فقد علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر مطلعة، أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدوره لم يعقد أي اجتماع لمكتبه السياسي، منذ الأسبوع الأول من ماي الماضي.
ووفق مصادر الجريدة، فإن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الوردة”، “لم يعقد اجتماعا للمكتب السياسي لأزيد من 3 أشهر”، وأكدت المعطيات ذاتها أن الأمر “لا يتعلق بخلافات كبيرة داخل الحزب وإنما هو خيار يعتمده لشكر”.
وسجل مصدر من المكتب السياسي، فضّل عدم ذكر اسمه، أنه بـ”الكاد يعرف أسماء أعضاء المكتب السياسي، الذين يفوق عددهم الخمسين شخصا”، مؤكدا أن أغلبية الأعضاء “لا يعرفون بعضهم”.
وأضاف المصدر والبرلماني الملتحق بالمكتب السياسي إلى جانب عدد من المنتخبين الآخرين أن آخر اجتماع للمكتب السياسي “خصص للتداول في ذكرى رحيل عبد الواحد الراضي”، وزاد قائلا: “تفاجأت بتغييب الاجتماعات الدورية للمكتب السياسي للحزب. وإلى حدود اليوم، لم أستطع الاندماج في الإطار التنظيمي بشكل سلس”.
وانتقد المصدر ذاته تعامل القيادة مع “جهاز المكتب السياسي على أنه جهاز للتشاور وليس جهازا لتدبير الحزب”، مستغربا كيف أن حزبا بحجم الاتحاد الاشتراكي “يقتصر عمل مكتبه السياسي على اتخاذ مواقف مناسباتية من بعض القضايا فقط”.
واستطرد المتحدث ذاته بالقول إن عمل المكتب السياسي ينبغي أن يشمل “تتبع الجوانب التنظيمية المرتبطة بالتنظيمات المجالية والتتبع اليومي للمنتخبين على الصعيد الوطني”، معتبرا أن العدد الكبير لأعضاء المكتب السياسي “يقف حجر عثرة أمام النجاعة والحكامة الجيدة لتدبير شؤون حزب بقيمة الاتحاد”.
وزاد مبينا: “صدمت من التغييب لأعلى جهاز تنفيذي في الحزب إلى درجة أن عدد اجتماعات المكتب السياسي لم يتجاوز أصابع اليدين منذ انتخابه”، حسب تعبيره، مؤكدا أنه إذا استمرت الأمور على هذا الوضع “قد نجد أنفسنا خارج دائرة القرار والتنفيذ بالحزب الوطني”.
كما اتهمت مصادر دائرة ضيقة مقربة من لشكر بالتسيير “الانفرادي لشؤون الحزب مستغلة قربها من الكاتب الأول للحزب”؛ وهي الدائرة التي تضم كلا من المهدي المزراوي وعبد الرحيم شهيد وحنان رحاب وخولة لشكر، بالإضافة إلى عبد الله الصيباري، دائما حسب مصادر الجريدة.
في غضون ذلك، نفى مصدر مقرب من الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجود أي أزمة داخل حزب “الوردة” تمنع عقد مكتبه السياسي، مؤكدا أن لشكر يشرف على تسيير شؤون الحزب بشكل “عادي ويتشاور مع أعضاء المكتب السياسي حسب المواضيع وطبيعة الملفات”.
وأقر المصدر عينه، في اتصال هاتفي مع هسيريس، بأن المكتب السياسي للحزب لم يجتمع منذ مدة؛ إلا أنه قلل من أهمية الموضوع وعدم تأثيره على الحزب وسير شؤونه.
وقال المصدر المقرب من لشكر: “الأمور عادية، وهناك تشاور بين أعضاء المكتب السياسي عبر آليات جديد ومتنوعة، وبعض مرضى العقول يروجون مثل هذه الأمور”، في انتقاد واضح منه للممتعضين من تجميد لقاءات المكتب السياسي لحزب “الوردة” منذ أشهر.
المصدر: وكالات