جرى بمقر جماعة الداخلة، اليوم الأربعاء، التوقيع على اتفاقية توأمة بين مدينتي الداخلة وكولومبوس بولاية أوهيو، (الولايات المتحدة الأمريكية)، بهدف تعزيز علاقات التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية، واعتبارا للرغبة المتبادلة بين الشعبين المغربي والأمريكي في المساهمة في توطيد علاقات التفاهم والشراكة والصداقة بينهما.
تم توقيع هذه الاتفاقية التي تندرج في إطار رغبة الطرفين في إرساء علاقة صداقة بناءة، أساسها الاحترام المتبادل والمساواة والاهتمامات المشتركة، بالأحرف الأولى من طرف رئيس المجلس الجماعي للداخلة، الراغب حرمة الله، ورئيس بلدية كولومبوس، اندرو جينتر، خلال حفل نظم بالمناسبة، حضره علي خليل، والي جهة الداخلة-وادي الذهب، وعدد من أعضاء بلدية الداخلة.
وفقا للجانبين، فإن هذه الاتفاقية تأتي في إطار القيمة المماثلة التي توليها كل من جماعة الداخلة بالمملكة المغربية ومدينة كولومبوس بالولايات المتحدة الأمريكية للتعاون المبني على العمل والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى المكانة التي توليهما المدينتان للتنمية الاقتصادية، وتجويد الحكامة البيئية والتنمية الاجتماعية، وكذا الالتزام بالتربية وصقل مهارات الأجيال الصاعدة.
كما تفتح هذه الاتفاقية التي تم توقيعها طبقا للقوانين والتشريعات الجاري بها العمل في كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وكذا المعاهدات الدولية السارية التي يعد البلدان طرفا فيها، (تفتح) آفاقا واسعة لتعزيز الطرفين علاقات التبادل والشراكة في مجالات الثقافة والفن والمعرفة والتنمية الاقتصادية المستدامة والسياحة.
وفي هذا الصدد، قال الراغب حرمة الله، رئيس جماعة الداخلة، إن “التوقيع التاريخي لمذكرة التفاهم مع مدينة كولومبوس بالولايات المتحدة الأمريكية يأتي في إطار تنفيذ الرؤية الملكية المتبصرة لتنمية كافة مدن وأقاليم المملكة المغربية، ولا سيما الأقاليم الجنوبية”.
وأضاف حرمة الله، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحضور الأمريكي بوفد رسمي هام “يعد جزءا مهما من الموقف الأمريكي المتقدم من قضية وحدتنا الترابية، الذي انطلق بإعلان قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة، وتواصل بخطوات حثيثة وبإجراءات عملية متتالية تتحقق اليوم على الأرض”.
وشدد رئيس المجلس الجماعي على ضرورة العمل بعد التوقيع على “تكثيف تبادل الزيارات والتنسيق في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب بحث سبل تقوية العلاقات المغربية الأمريكية الضاربة في عمق التاريخ، من باب توطيد العلاقات بين المدن والجماعات”.
من جانبه، أكد اندرو جينتر، عمدة مدينة كولومبوس في ولاية أوهايو، أن زيارة وفد رؤساء البلديات الأمريكيين، تأتي في إطار اتفاقيات التوأمة بين مدينتي أرلينغتون وكولومبوس الأمريكيتين مع كل من مدينتي العيون والداخلة، لافتا إلى أن هذه الزيارة “تعد فرصة ممتازة لرؤية التقدم المحرز في المملكة المغربية”.
وأضاف جينتر، في تصريحات للصحافة، أن “الزيارة مكنتنا من الاطلاع عن كثب على أهمية التعاون والتنمية المحلية”، مشيرا إلى أن “المغرب هو أقدم صديق لبلدنا ونحن سعداء بتأكيد علاقاتنا الاستراتيجية”.
وتندرج زيارة الوفد الأمريكي الذي يضم في تشكيلته كلا من أندرو جينثر (Andrew Ginther)، عمدة مدينة كولومبوس، وجيم روبيرت (Jim Robert Ross)، عمدة أرلينغنتون (Arlington) بولاية تكساس “Texas”، في إطار تجسيد قرار الولايات المتحدة الأمريكية في دجنبر 2020، القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي شرع الباب أمام تطوير علاقات التعاون بين مدن أمريكية ومدن مغربية بالأقاليم الجنوبية، وتوج بإبرام اتفاقية التوأمة بين مدينة العيون ومدينة هوليود بولاية فلوريدا في ماي 2023 بمقر جماعة العيون.
حري بالذكر أن الوفد الأمريكي سيعقد يوم غد الخميس لقاء مع عبد السلام بكرات، والي جهة العيون-الساقية الحمراء، قبل أن يتوجه إلى مقر جماعة العيون لتوقيع اتفاقية توأمة بين مدينة العيون ومدينة أرلينغنتون بولاية تكساس الأمريكية.
المصدر: وكالات